الجزء الثاني(١١-أمان)

906 51 10
                                        

مرت الأيام على ورد و هي بمنزل شقيقتها وسط العائلة و بدأت دراستها بالجامعة، اليوم ذهبت ورد لجامعتها و بعدما انتهت خرجت و لكنها تفاجأت بحامد بانتظارها، تعجبت ورد فهو لم يأتي لزيارتها منذ بداية الجامعة لانشغاله ببعض الأعمال و لكنه دائماً يهاتفها و تعجبت أكثر لمظهره فهو يرتدي بنطال و قميص و كم بدى وسيماً، توترت ورد و أصابتها رجفة فهي لم تعتاد عليه بعد فيما اقترب حامد منها و قال بابتسامة:
"كيفك يا ست البنات؟".

أومأت بأنها بخير بإماءة خجولة و هي تهرب بنظراتها عنه و لكنه التقط مفاجأتها من مظهره فتابع:
"يا رب دايماً بخير....مستغربه من لبسي؟، أني بعرف ألبس بردك كيف المصراوية و كل مكان و ليه لبسه، أكيد مش هجيلك الجامعة بالجلبية، أنا صحيح بعتز بيها بس زي ما قولت كل مكان و ليه لبسه".

رفعت بصرها له بتعجب أكثر و قد أنهى حديثه بلكنة سكان القاهرة فاتسعت إبتسامته و أردف:
"و أنا برضو بعرف أتكلم لهجة البلد هنا و بتكلم إنجليزي كمان، إيه رأيك نتغدا سوا إنهارده؟، ده لو موافقه يعني، حابب نتعرف أكتر على بعض لو ست البنات تسمح".

إهتزت حدقتيها بتوتر فهي لم تخرج مع شاب من قبل و لم تعتاد عليه بعد و على تواجده بقربها فقال بعدما لاحظ توترها:
"أني زوجك لو ناسيه، يعني عادي إنك تخرجي معاي".

أومأت موافقة بإماءة بسيطة و قلبها يخفق بشدة ثم تحركت معه بخجل و توتر، وصل بها لمطعم راقي ثم جلسا معاً و هي مازالت تهرب بنظراتها و التوتر بادي عليها، حضر النادل و بدأ باختيار الطعام و من توترها لم تختار و عندما سألها تركت له الإختيار و بالفعل وُضع الطعام أمامهما و مازال الصمت سيد الموقف، أمسك حامد بالشوكة و السكينة و قال بابتسامة:
"يلا يا ست البنات كلي قبل الأكل ما يبرد، يا رب بس إختياري يعجبك".

شرع في تناول الطعام و ورد تراقبه عن كثب و قد لاحظت لباقته في الحديث مع النادل و طريقته الراقية و تناوله الطعام برقي و التقط حامد نظراتها فابتسم و لكنه لم يُعلق تركها تكتشف صفاته و تتعرف عليه ثم سألها بنبرة هادئة:
"طمنيني عامله إيه، مرتاحه في قعدتك مع أختك؟".

أجابته بخفوت:
"الحمد لله، مرتاحة".

ابتسم فقد تحدثت بلكنة سكان القاهرة و التقطت ابتسامته فتابعت بحرج:
"أنا كمان بعرف أتكلم زيهم و بعرف إنجليزي و كنت شاطره فيه في المدرسه".

قال بابتسامة:
"زينة البنات".

صمت قليلاً ثم أردف:
"ورد لو مش مرتاحه قولي أنا.....".

قاطعته بقولها:
"صدقني مرتاحة وياهم قوي".

سارت جلستهما على ما يرام و أخذ حامد يقص عليها طبيعة عمله و دراسته و حياته حتى بدأ توتر ورد يتلاشى شيئاً فشيء و اندمجت معه بالحديث دون شعور ثم أقلها و استأذن لينصرف و بعدما انصرف التففن الفتيات حولها و قالت روسيل بمشاكسة:
"واحده واحده كده تحكي كل اللي حصل من ساعة ما قابلتيه".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن