٧-مريضة

1.2K 72 4
                                    

"المواقف التي يشفق بها المرء على نفسه، لا تُنسى".
دوتسويفسكي.

مرت الأيام و الحال بين روسيل و أدهم كما هو و البحث عن روسيل من قِبل كريم لم يتوقف و بالطبع المراقبة، تقضي روسيل يومها بملل فهي لم تعتاد على هذا الوضع من قبل و بالطبع فراغ وقتها يثير الذكريات بعقلها فيرهقها أكثر.

عاد أدهم من عمله وجدها بالمطبخ و استقبلته روسيل بابتسامه:
"حمد الله على السلامة".

"الله يسلمك".

"يلا غير هدومك على ما أحط الأكل و إبقى خرجلي الهدوم بتاعتك عشان أغسلها".

إقترب منها أدهم و هو يقدم لها بعض الحقائب:
"إتفضلي".

تناولت منه الحقائب ثم تفحصتها وجدتها بعض الملابس لها فشكرته بابتسامة:
"شكراً.... بس يا أدهم بجد أنا في حاجات محتجالها ضروري".

زفر أدهم بضيق فأردفت روسيل بهدوء:
"ممكن بس بالراحه و من غير ما تضايق، يا أدهم أنا فاهمه و الله إنك خايف عليا بس في حاجات ضروريه و كمان مشوار الداده بتاعتي ده و الله ضروري هي عايشه لوحدها و أنا اللي بطمن عليها و بشوف طلباتها و أكيد قلقانه عليا مش متعوده أغيب عليها كده".

"خدي تليفوني كلميها طمنيها".

قال كلماته بنبرة هادئة و لكن روسيل تحدثت بضيق:
"ما هو أنا مش حافظه رقمها عشان كده محتاجه أرجع الخط و أجيب موبايل و اللاب أنا مسجله عليه كل حاجه و عليه شغلي كمان".

حاول أدهم الهدوء قدر المستطاع و قال:
"طيب ممكن تصبري شويه على الحاجات دي و إديني عنوانها و أنا ممكن أطمنها و أشوف طلباتها".

"طيب و بقيت الحاجه يعني هستنى لإمتى أنا.....".

قاطعها أدهم بنبرة حادة:
"روسيل أنا بجد موضوع الزن ده بيعصبني قولت أصبري شويه، إنتِ مش عيلة صغيرة هقعد أحايل فيكِ خلصنا".

أنهى كلماته و تحرك من أمامها فزفرت روسيل بضيق و صمتت بقلة حيلة، بعد قليل جلسا يتناولان الطعام و أتى إتصال لأدهم فأجاب أدهم بملامح جامدة:
"أيوه".

إستمع لِمَ قيل بالجهه الأخرة و قال بجمود:
"نفذ".

أنهيى كلمته و أنهى الإتصال و بعقله تتصارع الأفكار فيما عقدت روسيل حاجبيها و قالت بسخرية:
"إيه الجو ده، إنت رئيس عصابه و لا إيه؟".

أغلق عينيه بضيق فهي تقطع أفكاره و لم يجيبها فأردفت:
"لأ بجد هو إنت ليه دايماً ساكت كده و بتجيلك تليفونات في أوقات غريبه و ردودك بتبقى أغرب؟".

كز على أسنانه يجاهد ألا ينفعل فهي حقاً تفقده صوابه بتدخلها في شؤونه و تقاطع أفكاره بحديثها المستمر و أسئلتها و هذا أكثر ما يبغضه و لم يعتد عليه مطلقاً لذا أجابها بإيجاز:
"شغل".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن