"لعلنا خُلقنا لنظل هكذا خطين متوازيين،
يعجزان عن الفراق و عن التواصل،
و لن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما".
غاده السمان.
إنتظر أدهم إقتراب الرجل و انقض عليه يقاتله فيما ارتدت روسيل ملابسها سريعاً و رأت أدهم يقاتل و قد اشتد القتال بظهور رجل آخر رغم إصابة أدهم إلا أنه يتحامل على نفسه و يقاتل رغم ألمه، ضربه رجل بمكان الجرح فسقط أدهم بتأوه و ظهر رجل آخر فأصبحوا ثلاثة رجال يقاتلون أدهم بمفرده لذا لم تتحمل روسيل و ضربت بتحذيراته عرض الحائط.
خرجت روسيل و بحركة متمرسة و بارعة أطاحت برجل فسقط و ضربت الآخر فاختل توازنه، ذُهل أدهم من فعلتها و لكنه استغل المفاجأة و ضرب الثالث أسقطه و بدأ القتال الرباعي بينهم.
تقاتل روسيل ببراعة و أدهم يحاول حمايتها و لكنها ليست بحاجه فبات الإثنان يصدان الهجمات عن بعضهما و أدهم ينظر لها بذهول من الحين للآخر حتى تغلب أدهم على أحدهم و أفقده وعيه و أمسك الآخر روسيل من خصلاتها فقفزت ببراعة و ضربته بمقتل فسقط و هي تلوي ذراعه و قد أحكمت الإمساك بذراعه و لفت ساقيها حول عنقه بإحكام كما لو كانت مصارعة بينما أدهم أطاح بالرجل الأخير و أفقده وعيه ثم اقترب من روسيل فقالت و هي تحكم ضغط قدميها على عنقه:
"سيبهولي إبن الجزمه ده اللي عملي فيها چون سينا".
فقد الرجل الوعي فأرخت قدميها و ارتمت على الأرض تلهث كما استند أدهم على الحائط بلهاث و ألم و هو ينظر لها بعدم تصديق، إعتدلت روسيل و نظرت له فقال بذهول و لهاث:
"إنتِ إزاي، إنتِ إيه؟".
نهضت بعدما سحبت قدميها من على عنق الرجل و وجدت رجل منهم يفيق فضربته بقدمها ثم نظرت لأدهم و قالت:
"مش وقت أسئلة العيال دي لازم تتربط عشان أنا مش هقدر أضرب حد تاني خلاص".
نظر للرجال الفاقدين الوعي و أومأ موافقة فيما تحركت روسيل و أتت بحبل و بدأت تكبلهم بمساعدة أدهم و بعدما انتهيا إرتمى أدهم على الأرض و استند بظهره على الحائط بينما روسيل دلفت غرفة أدهم و أتت ببعض القطن و قالت:
"جرحك إتفتح و بينزف".
أزاح يده الملطخة بالدماء من على موضع الجرح و رفعت روسيل كنزته و أزالت الضمادة فتألم فيما ضغطت روسيل على الجرح و قالت:
"الجرح لازم يتخيط تاني".
نظر للجرح و قال:
"غطيه بس دلوقتي عشان لازم أتصل بالبوليس و بعدين نبقى نخيطه".
نفت برأسها و قالت باستنكار:
"أدهم إنت بتنزف جامد مينفعش".
"روسيل مينفعش حد يعرف إني متصاب، غطيه و اضغطيه كويس لحد ما نخلص منهم".
وافقته بقلة حيلة و فعلت كما طلب منها و ضمدت الجرح جيداً فييما هاتف أدهم الشرطة و أتت بعدما أزال أثار دمائه و ذهب هو و روسيل معهم كي تُأخذ أقوالهما، إنتهيا و عادا للمنزل و جلست روسيل تقطب له الجرح و قد كانت قد ابتاعت مخدر تحسباً لأي شيء طارئ، إنتهت مِمَ تفعله و نهضت و لكن لاحظ أدهم صعوبة حركتها و ملامحها تدل أنها تتحامل على نفسها لذا نهض و أوقفها من ذراعها و سألها بجدية:
"مالك، إنتِ اتعورتي؟".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
