١-أحبكَ و لكن

3.7K 88 10
                                    

"أخفيتُ عن العيون مواجعي
فأنا الشقيّ على السعادةِ أُحسد".
"غازي القصيبي"

بغرفة تنام بفراشها تغط في ثبات عميق، إخترقت أشعة الشمس نافذتها فتململت في فراشها تظن أنها بغرفتها الدافئه، فتحت عينيها تشعر بألم في رأسها و ترى الأشياء بضبابية تشعر بالبرودة، تأملت الغرفة بتعجب فيبدو أنها غرفة بمشفى فهناك أسلاك موصولة بصدرها و محلول مُعلق موصول بيدها، لا تعلم ماذا حدث و ما أتى بها لهنا فآخر ما تذكره أنها نائمة تنعم بدفء فراشها بغرفتها.

دلفت إمرأة غريبه و تبدو أنها الممرضة، إبتسمت لها السيدة:
"حمد الله على سلامتك".

جاهدت ليخرج صوتها فقالت بصوت خافت:
"شكراً، هو إيه اللي حصل؟، أنا جيت هنا إزاي؟".

عقدت السيدة حاجبيها و قالت بهدوء:
"الدكتور هيجي دلوقتي يطمن عليكِ و يقولك كل حاجه".

أومأت لها موافقة بإعياء و بعد قليل دلف الطبيب و اطمأن عليها ثم قال بعملية:
"ممكن أعرف إنتِ إيه آخر حاجه فاكراها؟،إحكيلي بالتفصيل لو سمحتي".

تشعر بالتوتر و الريبة و لكنها تحاول التماسك فقالت بهدوء:
"أنا آخر حاجه فاكراها إني كنت نايمه على سريري صاحيه و بابا كان بينادي عليا عشان أقوم أفطر".

صمتت قليلاً تحاول التذكر ثم تابعت:
"لأ أنا قومت بعدها و قعدت مع بابا نفطر و كنا بنتكلم بس مش فاكره إيه اللي حصل بعد كده، هو في إيه ممكن تفهمني؟، و بابا فين و أنا هنا ليه؟".

أجابها الطبيب بعملية و بنبرة هادئة:
"أنسه روسيل إهدي، حضرتك عملتي حادثه بالعربية".

روسيل بانفعال:
"حادثة إيه بقولك أنا كنت في بيتي مع بابا قاعدين مع بعض أنا مخرجتش من البيت، بابا فين؟، أنا عاوزه بابا لو سمحت".

قبل عدة أعوام.

هتفت روسيل بصوت مرتفع:
"يا بابا يا أروى يلا بقى إصحوا الفطار جاهز".

خرج محمد والدها بابتسامة:
ؤصباح الخير يا حبيبتي".

إقتربت و قبلت وجنته:
"صباح الفل يا قمر".

إتجهت نحو غرفة شقيقتها و هي تقول بخبث:
"مفيش فايده لازم تصحى بقلة الأدب".

ضحك والدها و دلفت هي لشقيقتها و وضعت بعض قطع الثلج بملابسها فانتفضت أروى و هي تصرخ و تحاول إخراج قطع الثلج:
"يا روسيل بقى ساقعه قوي حرام عليكِ".

ضحكت روسيل عليها:
"أحسن يلا فوقي عشان معاد باص المدرسة".

أروى بضجر:
"أوف يا سيتي إيه يعني لو ماروحتش إنهارده، الدنيا مش هتتهد يعني".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن