٣٠-ماريونت

1K 59 22
                                    

"هل تعلم أن في وسع مرأة أن تُعذب رجلاً تعذيباً قاسياً و أن تتخذه أضحوكة و تجعله مصدر سخرية و تهكم دون أن يشعر ضميرها من ذلك أي عذاب".
دوستويفسكي.

هاتف عمرو أدهم و أخبره أن هناك هرج و مرج و روسيل نُقلت للمشفى، خفق قلبه و هرول سريعاً و ذهب حيث أخبره عمرو بتواجدها، تم فحص روسيل و أخبر الطبيب دينا أن روسيل تُعاني من تسمم بالدم نتيجة لارتفاع مستوى السكر بالدم بشكل كبير جداً و هذا ما جعلها تستفرغ باستمرار و تسبب بحالة الإعياء و ستظل محتجزة بالعناية الفائقة، لم يقترب أدهم فقط يراقب من بعيد و يطمئن عليها و أخبرت روسيل محسن أنها سافرت مع صديقتها لتريح أعصابها.

أُحتجزت روسيل أسبوعاً كاملاً بالمشفى و لم تراه، لم يسأل عنها و لكنه بالحقيقة كان يذهب لها كل ليلة و يظل يراقبها من خلف الزجاج بعدما أعطى نقود لإحدى الممرضات لتسمح له بالمكوث جانبها دون أن تعي، و دينا لم تفارقها لحظة و لم تخبر أحداً بمرض روسيل سوى والديها.

بغرفتها بالمشفى نهضت روسيل من الفراش و قد سئمت ضعفها تشعر بقلبها يتمزق فهرولت دينا إليها فأبعدتها تحاول التماسك و لكنها لم تقوى فنظرت لدينا بضعف و قهر تبدو كالجثة و خارت قواها لم تعد تقوى على المقاومة، التقطتها دينا بين ذراعيها و سقطت روسيل أرضاً على ركبتيها بين أحضان دينا التي تبكي و تضمها بقوة و أجهشت روسيل في البكاء و هي تصرخ بتأوهات تمزق القلب و جسدها في حالة إرتخاء كاملة بين ذراعي دينا.

أبان ذلك كان يراقبها و يتأمل ضعفها و حالتها و حين سقطت هربت عباراته قهراً عليها و منها، يرغب أن يهرول و يلتقطها هو بين ذراعيه لكن طعنتها مازالت تؤلمه و ينزف جرحه بغزارة.

خرجت روسيل من المشفى و هو يراقبها بنفسه و مكثت دينا معها ليلة و في الصباح رفضت روسيل مكوثها و طلبت منها الرحيل و وافقت دينا تحت إصرارها، رأى أدهم دينا تنصرف فصعد لها.

لم تتفاجأ بحضوره و تصرفت كأن لا وجود له فيما جلس هو أيضاً دون حديث يراقبها و بعد قليل دلف المطبخ و بدأ يُعد الطعام و بعد إنتهائه توجه للخارج و معه أطباق الطعام و رتب الطاولة ثم قال بنبرة هادئة:
"يلا عشان تاكلي".

لم تجيبه و لم تتحرك فزفر بضيق و ذهب نحوها أمسك يدها و جذبها خلفه عنوة ثم أجلسها على المقعد و قال بحِدة:
"هتاكلي".

جلس مقابلها و مازالت كما هي لم تتحرك فوضع الملعقة أمامها بعنف، أغمضت عينيها تحاول التماسك ثم فتحتهما و بدأت تتناول الطعام بغير شهية و لكن يكفيه أنها تأكل حتى لو كانت مجرد لقيمات، ظل معها طوال اليوم يقوم بقياس مستوى السكر و يُطعمها رغماً عنها و يعطيها دوائها حتى حل المساء و دلفت هي غرفتها فدلف خلفها و تمدد جوارها و لكنه لم يقربها حتى أنه أولاها ظهره و فعلت هي المثل بصمت حتى شعرت بالإختناق فنهضت من جانبه ببطء و هو يتصنع النوم و خرجت.

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن