بمنزل نعمان جلس بغرفته يفكر بحديث روسيل بإمعان في حالة تخبط و مشاعر مختلطة حتى شعر بالإرهاق و تذكر قولها "استعين بالله و هو هيهديك للطريق الصح" و هنا قرر أن يصلي و يدعو ربه ليهديه للتصرف الصحيح و بعدما إنتهى جلس يتضرع إلى الله ثم تمدد على فراشه يفكر بالأمر حتى الصباح و قد جفاه النوم و في الصباح نهض و عزم أمره لتنفيذ قراره بعد إمعان و تفكير عميق.
خرج من غرفته و تقابل مع خديجة التي قالت بضيق لرؤيته يستعد للخروج:
"برضه يا بابا هتنزل؟، يا حبيبي ريح شويه الدكتور قال لازم ترتاح، مينفعش كده".
ربت على كتفها بذهنٍ شارد و قال:
"معلش، لازم أنزل عندي كام مشوار".
تركها و تحرك نحو باب المنزل فأوقفته بقولها:
"طيب إستنى إفطر الأول على الأقل".
أومأ بالرفض و خرج دون إنتظار رد، هبط لمحله وجد إبراهيم و هو شاب يساعده بإدارة المحل و يثق به كثيراً، نعمان بجدية:
"تعالى يا إبراهيم".
إقترب منه الشاب ينتظر حديثه فتابع نعمان:
"أنا بثق فيك يا إبراهيم و عشان كده هبعتك كام مشوار، إمسك".
أعطاه بطاقة محسن و عنوان منزل والد روسيل و تابع:
"عاوزك تسأل على الإتنين دول و تجيبلي كل التفاصيل عن حياتهم و شغلهم و عيشتهم و كل حاجه تخصهم مهما كانت صغيره".
أومأ إبراهيم موافقة و تابع نعمان:
"يلا إتحرك دلوقتي و إوعى تسهى عن أي تفصيله و محدش يعرف حاجه عن الموضوع ده نهائي".
بالفعل تحرك إبراهيم فتنهد نعمان ثم هتف على شاب آخر يعمل بالمحل:
"أحمد خد بالك من المحل على ما إبراهيم يرجع و لو في حاجه كلمني".
خرج من مقر عمله و توجه نحو شركة أدهم، وصل وجهته و وقف يراقب المبنى عن كثب يفكر كيف يتحايل و يجمع المعلومات دون أن يلفت الأنظار له، خطرت بباله فكرة و عزم على تنفيذها ليبدأ بأولى خطواته في كشف الحقيقة، إقترب من حارس العقار:
"صباح الخير يا ابني".
"صباح الخير يا حاج، أؤمر".
"الأمر لله...بصراحه كنت عاوز أسألك في حاجه، أنا عندي إبني كان شغال حارس بس صحاب المكان بهدلوه قوي و طردوه عشان يوفروا مرتبه و دلوقتي بقى عاطل و مش لاقي شغل و أنا عايز أساعده و لقيت المكان هنا و ولاد الحلال دلوني على الشركه دي بس أنا خايف يكونوا مؤذيين و يبهدلوه و هو وراه حِمل تقيل و الدنيا صعبه يابني فعايز أعرف نظام الشغل عندهم و إنت بما إنك شغال معاهم مرتاح و معاملتهم حلوه و لا إيه؟".
أجابه الحارس بجدية و صدق:
"و الله يا حاج نظام الشغل اللي بيحدده صحاب المكان بس لو على المعامله فهما ناس طيبين و ولاد حلال قوي، الحمد لله أنا مرتاح معاهم، ناس بتتقي ربنا و بيقبضونا حلو و كل واحد على قد تعبه و عمرهم ما بيبخلوا علينا بحاجه و لا بيسيبوا حد في ضيقه، يعني حتى لو ملوش مكان يشتغل هنا هيساعدوه يلاقي مكان تاني، إنت ممكن تطلع تقابلهم هما موجودين فوق".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
