الجزء الثاني(١٧-لقاء)

851 57 7
                                        

بمنزل نعمان جلس بغرفته يفكر بحديث روسيل بإمعان في حالة تخبط و مشاعر مختلطة حتى شعر بالإرهاق و تذكر قولها "استعين بالله و هو هيهديك للطريق الصح" و هنا قرر أن يصلي و يدعو ربه ليهديه للتصرف الصحيح و بعدما إنتهى جلس يتضرع إلى الله ثم تمدد على فراشه يفكر بالأمر حتى الصباح و قد جفاه النوم و في الصباح نهض و عزم أمره لتنفيذ قراره بعد إمعان و تفكير عميق.

خرج من غرفته و تقابل مع خديجة التي قالت بضيق لرؤيته يستعد للخروج:
"برضه يا بابا هتنزل؟، يا حبيبي ريح شويه الدكتور قال لازم ترتاح، مينفعش كده".

ربت على كتفها بذهنٍ شارد و قال:
"معلش، لازم أنزل عندي كام مشوار".

تركها و تحرك نحو باب المنزل فأوقفته بقولها:
"طيب إستنى إفطر الأول على الأقل".

أومأ بالرفض و خرج دون إنتظار رد، هبط لمحله وجد إبراهيم و هو شاب يساعده بإدارة المحل و يثق به كثيراً، نعمان بجدية:
"تعالى يا إبراهيم".

إقترب منه الشاب ينتظر حديثه فتابع نعمان:
"أنا بثق فيك يا إبراهيم و عشان كده هبعتك كام مشوار، إمسك".

أعطاه بطاقة محسن و عنوان منزل والد روسيل و تابع:
"عاوزك تسأل على الإتنين دول و تجيبلي كل التفاصيل عن حياتهم و شغلهم و عيشتهم و كل حاجه تخصهم مهما كانت صغيره".

أومأ إبراهيم موافقة و تابع نعمان:
"يلا إتحرك دلوقتي و إوعى تسهى عن أي تفصيله و محدش يعرف حاجه عن الموضوع ده نهائي".

بالفعل تحرك إبراهيم فتنهد نعمان ثم هتف على شاب آخر يعمل بالمحل:
"أحمد خد بالك من المحل على ما إبراهيم يرجع و لو في حاجه كلمني".

خرج من مقر عمله و توجه نحو شركة أدهم، وصل وجهته و وقف يراقب المبنى عن كثب يفكر كيف يتحايل و يجمع المعلومات دون أن يلفت الأنظار له، خطرت بباله فكرة و عزم على تنفيذها ليبدأ بأولى خطواته في كشف الحقيقة، إقترب من حارس العقار:
"صباح الخير يا ابني".

"صباح الخير يا حاج، أؤمر".

"الأمر لله...بصراحه كنت عاوز أسألك في حاجه، أنا عندي إبني كان شغال حارس بس صحاب المكان بهدلوه قوي و طردوه عشان يوفروا مرتبه و دلوقتي بقى عاطل و مش لاقي شغل و أنا عايز أساعده و لقيت المكان هنا و ولاد الحلال دلوني على الشركه دي بس أنا خايف يكونوا مؤذيين و يبهدلوه و هو وراه حِمل تقيل و الدنيا صعبه يابني فعايز أعرف نظام الشغل عندهم و إنت بما إنك شغال معاهم مرتاح و معاملتهم حلوه و لا إيه؟".

أجابه الحارس بجدية و صدق:
"و الله يا حاج نظام الشغل اللي بيحدده صحاب المكان بس لو على المعامله فهما ناس طيبين و ولاد حلال قوي، الحمد لله أنا مرتاح معاهم، ناس بتتقي ربنا و بيقبضونا حلو و كل واحد على قد تعبه و عمرهم ما بيبخلوا علينا بحاجه و لا بيسيبوا حد في ضيقه، يعني حتى لو ملوش مكان يشتغل هنا هيساعدوه يلاقي مكان تاني، إنت ممكن تطلع تقابلهم هما موجودين فوق".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن