بصباح يوم مشرق إستيقظت روسيل و تسللت من جانب أدهم و خرجت لأبنائها و قد رزقهما الله بطفلين توأم و أسماهما محمد تيمناً بوالد روسيل و مراد و أصبح لديهما ثلاثة أطفال، وتين بالعاشرة من عمرها و الطفلين بعامهما السابع.
وقفت روسيل مع أبنائها أمام غرفة أدهم يتحدثون بالكلام المغمغمِ و يبدو أنهم يتجهزون لارتكاب جريمة و تحدثت روسيل بخفوت و تحذير:
"لو مسك حد فيكم هيعلقه أنا بقول أهو، كل واحد ينقذ نفسه، أنا مش هنقذ حد".أومأ الثلاثة موافقة بحماس و أبان ذلك إستيقظ أدهم و استمع لهمهمات أمام باب غرفته فنهض بخفة يستمع لهم و علم عن مخطتهم فضيق عينيه بخبث و تحرك سريعاً و أتى بشيء كان يخبئه ثم تسلل بخفة من الشرفة و وقف يراقبهم من الزجاج فشرفة الغرفة متصلة بشرفة الصالة، جثى على ركبتيه و زحف و دلف للصالة عند موقعهم و اختبأ خلف الأريكة ينظر نحوهم بابتسامة خبيثة، إنتظر حتى تجهزوا و اقتربت روسيل لتفتح الباب بخفة فأمسك ما بيده و أشعله ثم ألقاه خلفهم دون أن يشعروا.
لحظات و إنفجر الصاروخ خلفهم فصرخوا جميعاً و قفزوا بفزع و كان مخطتهم أن يلقوا بغرفته الصواريخ النارية كي يفزع، ظهر أدهم و من فزعهم و مفاجأتهم هرولوا و لكنهم إصطدموا ببعضهم فسقطوا أرضاً و بينهم روسيل، ضحك بملء شدقتيه و قال:
"فكريني عبيط؟، ده أنا صايع قوي".لم يمهلهم التحرك و هرول نحوهم ثم أمسك بهم يضربهم بخفة و يدغدغهم و كلما حاول أحداً منهم الهرب يمسك به و هم يضحكون و هو معهم حتى ارتمى أرضاً يلهث كما فعلوا و هم يضحكون و قال أدهم بوعيد:
"إبقوا إتفقوا عليا تاني و أنا هعلقكم، مش هرحمكم بعد كده".تحدثت روسيل من بين ضحكاتها و لهاثها:
"أدهم إنت بقيت تقفشنا كتير مينفعش كده".كاد أدهم أن يتحدث و لكن قاطعه مراد بقوله لوالدته:
"عشان إنتِ مبقتيش تعرفي تخططتي".إعترض محمد قائلاً:
"لأ بقى على فكرة ماما بتعرف تخطط بس هو اللي بقى يتوقع فبياخد باله".قالت روسيل بسعادة لمحمد:
"حبيب أمك إنت يا رافع راسي".تدخل مراد بضجر:
"على فكرة بقى هو بيقولك أي كلام بيضحك عليكِ بس الحقيقة إنك بقيتي فاشلة في التخطيط".إعتدلت روسيل على حين غِرة و أمسكت به تقول بحنق:
"ياد بطل بقى دبش في حد يقول لأمه فاشله يا سافل؟....."قاطعها بجدية:
"هو عشان بقول الحقيقة أبقى دبش؟".أطرحته روسيل أرضاً و مالت فوقه تمسكه من تلابيبه و تقول بحنق و هي تكز على أسنانها:
"حقيقة إيه بلسانك اللي عايز قطعه ده؟، و لا إنت فاكرني أم طيبه و كده ده أنا قتالة قتله و إسأل أبوك أنا ممكن أعمل إيه، فوق كده و اظبط نفسك".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...