الجزء الثاني(١٠-لن أخذلكِ)

772 49 16
                                    

"لا تحدثاني عن الحب أنتما لا تعلمان عنه شيئاً، أنتما لم تحباني يوماً حتى لم تحبان بعضكما، لا تعلمان معنى الحب فلا تدعيان، تُحملاني أخطائكما و تريدان إبعادي؟...حسناً لكما ذلك، لن أزعجكما بعد الآن حتى إعتبرا أنه لم يكن لكما إبنة تُدعى بيلا من الأساس أو أنها ماتت و لم يعد لها وجود فالتهنآ بسعادتكما المزيفة".

كانت هذه نهاية كلمات بيلا فيما أمسك عبد الله بيدها و هو ينظر لوالديها بحنق و نيران مشتعلة بقلبه ثم جذبها خلفه و فتح باب السيارة و أدخلها ثم أغلق الباب بعنف و استقل السيارة هو الآخر و انطلق بها بغضب يعتريه و شرر يتطاير من عينيه، أما بيلا تجلس جانبه و تنظر إليه بألم و عباراتها تنسال و هي تكتم شهقاتها تنتظر ثورانه عليها.

يقود عبد الله بسرعة و غضب و كأنه بعالم آخر حتى أنه كاد يصطدم بسيارة أخرى و من كثرة تشتت عقله لم ينتبه لدليل الطريق و أضاع طريقه و لكنه عدل مساره و وصل بهم للمنزل بأعجوبة، أوقف السيارة فجأة ففزع الأطفال و قد غلبهم النعاس و لم يشعرون بشيء فطمأنتهم بيلا فيما هبط عبد الله من السيارة بغضب و صفق الباب، أما بيلا جاهدت لتبتسم لأطفالها و تهدئ من روعهم ثم أخذتهم لداخل البيت و سألها إبنها سليمان:
"أمي لماذا تبكين، و لماذا أبي غاضب؟".

أومأت بالنفي و أجابته بنبرة مختنقة:
"بابا مش متعصب هو متضايق بس عشان تُهنا في الطريق و أنا اتخضيت بس مش زعلانه حبيبي".

أومأ لها سليمان موافقة و احتضنها و ربت على ظهرها بحنو يطمئنها:
:مش تتخضي ماما، معلش متعيطيش".

أومأت موافقة و قالت بابتسامة حزينة:
"متخافش، ممكن تساعد أخوك عشان نايم خالص و أختك هحطها في السرير و خلي بالك منها شويه ممكن؟".

أومأ موافقة و صعدوا للغرف و بعدما اطمأنت بيلا على أبنائها هبطت و وقفت تتابع عبد الله من خلف زجاج النافذة فهو لم يدلف للمنزل و ظل بالحديقة.

أبان ذلك بمصر و بالأخص بمنزل أدهم نهض أدهم يبحث عن روسيل فقد تعدت الساعة منتصف الليل و هي لم تذهب لفراشها بعد، إستمع أدهم لحركتها بالمطبخ فدلف لها وجدها تُعد بعض المعجنات فسألها بتعجب:
"إنتِ بتعملي إيه؟".

أجابته روسيل بانهماك:
"بعمل فطاير للولاد".

"حبيبتي أنا شايف بس ليه دلوقتي يعني، بتهلكي نفسك و خلاص؟".

"عادي".

شعر أدهم أن هناك خطب ما فسألها:
"بتشغلي نفسك عن إيه؟".

تنهدت روسيل و أجابته:
"قلقانه على بيلا".

جلس أدهم أمام الطاولة و قال بضيق:
"و أنا كمان، ربنا يعديها على خير".

شرد كلا منهما بحال بيلا و عبد الله و انهمكت روسيل بإعداد المعجنات و بدأ أدهم يتناول مِمَ تضعه روسيل داخل المعجنات بشرود و توتر و انتبهت روسيل لِمَ يفعل فقالت باستنكار:
"هو في إيه؟، ما هو مش معنى إنك متوتر تخلصلي الحشو".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن