١٤-لا أُحِبُهَا

1.1K 63 9
                                    

"و أغارُ من ثغرٍ ينادي باسمِها
حتى و إن قصد المنادي غيرها
و أغارُ ممن يكتبون قصائداً
فيها وصوفٌ قد أبانت سِرَّها
و أغارُ من أهلِ القبيلةِ كلَّهمْ
كانوا لها عند الشدائدِ ظهرها
و أغارُ من مرآتها فهي التي
قد أبصرت كل الجمال فسَرَّها".
إبراهيم حمدان.

بالمساء يجلس معها يشاهدان التلفاز و يتحدثان من حين لآخر و صدح رنين باب الشقة فتعجب كلاهما و سألت روسيل:
"ده مين اللي هيجي دلوقتي؟".

قال و هو ينهض بتعجب:
"مش عارف، خليكي هشوف مين".

هبط أدهم و فتح الباب وجده الحارس يحمل معه حقائب كبيرة، كاد أدهم أن يتسآءل ول كنه فوجئ بمحسن و زوجته يخرجان من المصعد فبتسم أدهم بسعادة دون أن يشعر و بالأخص عندما فوجئ بميرڤت تسير و لكن ممسك بعصا لتساعدها.

إقتربت منه و هي تبتسم بحنو:
"وحشتني يا قلبي".

رفعت يدها الحُرة و ضمته لصدرها فيما استسلم أدهم لها و هي تربت على ظهره بحنان فشاكسه محسن بمرح:
"و حياة خالتك و أنا موحشتكش؟".

خرج أدهم من حضنها و ابتسم لخاله فاختطفه محسن بين ذراعيه باشتياق حقيقي:
"وحشتني يا واد".

ربت أدهم على ظهره ثم ابتعد عنه و أمسك بيد ميرڤت ليساعدها و دلفوا للداخل و أبان ذلك ارتدت روسيل حجابها و وقفت أعل  الدرج لتتبين من أتى و عندما رأتهما هبطت سريعاً بسعادة خصوصاً لرؤيتها لميرڤت تسير.

ابتسمت ميرڤت لرؤيتها و بفتحت ذراعها لها فهرولت روسيل لها تحتضنها و قالت روسيل بابتسامة:
"حبيبتي حمد الله على سلامتك، إيه المفاجأة الحلوه دي؟".

"شوفتي؟، الحمد لله ربنا كرمني".

ربتت روسيل على كتفها بحب و نظرت لمحسن و قالت بابتسامة:
"حمد الله على سلامتك يا حبيبي".

لوح لها بيده و قال باستنكار:
"حبيبك ده إيه بقى؟، ده إنتِ و لا كإنك شايفاني، خليها تنفعك".

"يا سنسن مش برحب بالست و اعملها جو كده عشان متاخدش خوانه و أنا بخطفك منها، مش تخليك معايا على الخط كده".

ضربتها ميرڤت بخفة على كتفها و هي تجلس على المقعد و شاكستها:
"تخطفي مين يا بت إنتِ؟".

"لا بقولك إيه يا ست إنتِ مش معنى إنك راجعه محلوه كده يبقة هتقطعي رزقي، ده حبيبي من زمان معلش و بعدين تعالي هنا إنتِ محلوه ليه كده إوعي تقوليلي خاني معاكِ و وداكي شهر عسل من ورايه و بيقولي في المستشفى و يضحك عليا؟".

ضحكا محسن و ميرڤت و ابتسم أدهم و هو يتابع الحديث و مشاكستها لميرڤت و قالت ميرڤت تغيظها:
"ضحك عليكِ يا هبله، طبعاً كان بيفسحني و يدلعني مش شايفه الصحة ردت فيا و راجعه ماشيه على رجلي".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن