الجزء الثاني(١٩-إخوتي)

806 50 21
                                    

ربتت على يده بحنو و قالت بابتسامة:
"و مين قال إنك ماساعدتوش، أه هو تعب بس خلاص قاعد كويس مع دينا بره و إنت كمان هتعدي كل ده، كانت خطوه لازم تاخدوها من زمان و تكسروا خوفكم و تواجهوه و أهي الفرصه جات و المرحله الصعبه عدت".

عقد بين حاجبيه بعدم فهم فتابعت:
"يعني إنتوا كسرتوا أول حاجز بينكم و بين المكان و أخدتوا أول خطوه و واجهتوا أصعب مرحله و هي مرحلة الذكريات مش فاضل غير إننا نهدم الماضي و ذكرياته و نعمل إحنا ذكريات جديده و نرسمها إحنا بتفاصيلها".

إعتدل أدهم و جلس جانبها يجول بنظره في الغرفة ثم قال بنبرة متألمة:
"نفسي أنسى كل لحظه في البيت ده....أنا بكره الأوضه دي، مش عايز أرجع لسجني فيها تاني...كنت طول الوقت بهرب فيها و أفضل حابس نفسي بعيد عنه.....".

تستمع له روسيل بإنصات لتسمح له بالإفصاح عما يؤرقه فيما نظر أدهم نحو فراشه و أردف بذات نبرته:
"بعد ماقتلتها.....فضلت حابس نفسي، كنت بفضل نايم في السرير حاضن نفسي و مرعوب، منظرها مبيفارقش خيالي....صوت الطلقة...صرختها...الدم....كنت بخاف من الضلمه، هي اللي كانت جايبالي البلوره دي عشان مخافش..بعد ما ماتت كنت طول الوقت منورها..بس برضه كنت بخاف...كنت بستناها تيجي الأوضه تطمني زي كل يوم....بس مكانتش بتيجي...كنت أفضل أعيط كل يوم و محدش يسمعني...لحد ما فيوم بطلت أعيط و طفيت البلوره و من يومها منورتش تاني...إتعودت على الضلمه، بقيت أقفل الستاير و أحجب أي مكان يجي منه الضوء و أحط السماعات في ودني و مبقاش سامع حاجه غير اللي أنا عايزه و لا شايف حاجه و بنعزل عن العالم.....الصبح أخرج و أقابل قسوته و أرجع أوضتي للضلمه و أهرب من كل حاجه".

نظر لها يطالعها و أردف:
"بس عمر الخوف ما سابني..فضل جوايه...لحد ما بقيت أشوف في المرايه صورتي بتكلمني، في الأول إتخضيت و بعدها بقينا صحاب، بقت الضلمه و المرايه أصحابي و مبقتش أخاف من حاجه....لحد ماجيتي إنتِ، كان أول مره الخوف يمس قلبي تاني يوم ماجيتي هربانه و بقيتي معايا.....بس إنتِ الوحيده اللي قدرتي تطمنيني من بعدها، عشان كده كنت خايف عليكِ، كنت خايف تطمنيني و بعدها أقتلك زيها".

تنهد بعمق فيما نهضت روسيل و هو يتابعها بعينيه، أمسكت البلوره ثم عادت بها له و جلست مقابله واضعة قدميها أسفل فخذيها مخالفة لهما، قدمتها له و قالت بابتسامة:
"بس هي كمان سابتلك حاجه حلوه منها...سابتلك ذكرى حلوه، هي كمان كانت عايزه تطمنك و حبيتك كأم و هي دلوقتي في دار الحق و شايفه و عارفه الحقيقه كلها، عارفه إنك ملكش ذنب و إن اللي حصل غصب عنك، هتفضل تحبك و عاوزاك تعيش حياتك و تطمن...في النهاية هي أم و حبيتك و أكيد لسه بتحبك....أنا عارفه إنك كل ده كنت بتحاول تفتكر حياتك معاها بس من جواك لسه حاسس بالذنب و حاسس إنها مش مسامحاك بس هسألك سؤال....حط نفسك مكانها  وحط حد من الولاد مكانك...إنت إحساسك هيبقى إيه ناحيته؟".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن