"ما يمكن خير
ما يمكن كل أحزانك هتتبدل و تصبح غير...
تضيق و تضيق و تستحكم عشان تُفرج بأمر الله و ربك عالم النيه و عالم بالسلوك و السير....تعبت كتير و إيه يعني و هي الدنيا إيه غير هم و لو كان اللي فات تجريح أكيد الجاي سعاده يا عم... بلاش تزعل على اللي رماك و ركز في اللي لسه معاك...يغوروا في ألف داهيه هناك بلا اشتغلات و حرقت دم...تعبنا محياله و مسايسه و طبطبنا و معجبناش... و ياما إدينا بإيدينا و بعنينا و مأخدناش....و إيه كان يغصب الواحد على الهم اللي كان شايله...هنفضل في المقام غاليين و لو مع مين ميشغلناش....هتطرح تاني و تخضر و نلقى الفرحه ترضينا عشان النيه خير لله مفيش مكروه هيحنينا ..و سبحانك يا رب الناس يا واقف جنب كل الناس يا عالم باللي في قلوبنا و عارفنا نضاف فتحمينا.....
لقلبٍ فيه أحزانٌ و أهلكهُ الأسى صبرا،
سيأتي كلُ ما تبغى و تلقى فرحةً كُبري...
خُلقنا في الأسى نَمشي و لَكن لم نَمِل يوماً...
قريباً سوفَ نرتاحُ و يُصبحُ كَسرُنا جبرا...
لعينٍ أُهلِكَت دمعاً و كانَ القَهرُ يُضنيها...
سيصبحُ دَمعُها ذكرى و عَوضُ اللَّهِ يُرضيها
و إنْ كانت بكت يوماً على حُزنها الذي فاتَ...
سيأتي عليها أياماً و چَبرُ اللَّهَ يُبكيها".
فارس قطرية.تستمع روسيل لهذه القصيدة و تعزف على آلة الكمان مغمضة الأعين تستمع للكلمات مصحوبة بلحنها الخاص الذي تعزفه ينغم على أوتار القلوب و أبان ذلك يواجه أدهم إحدى كوابيسه المعتادة يرى نفسه بمكان و النيران تحاوطه يصرخ ليساعده أحد لكن دون جدوى يرى خلف النيران شخصاً يعرفه جيداً و يكن له كره العالم يبتسم بشماته على مظهره فيما نظر له أدهم بألم و دموعه تنهمر و قد طالته النيران و بدأ جسده يحترق، يشعر بألم لا يوصف و يصرخ قهراً.
إنتفض أدهم فجأة على الفراش يلهث و ينظر حوله بفزع حتى تبين أنه بأمان و اطمأن، نهض من الفراش و دلف المرحاض و غسل وجهه بالمياه الباردة ثم نظر بالمرآة و خلع كنزته و وضع يده على كتفه يمرر أنامله عليه و كأنه مازال يشعر بألم إحتراقه، نظر لقبح جرحه بألم دفين فهناك أثر لحرق كبير بهذا الجانب من جسده، تنفس بعمق و ارتدى كنزته مرة أخرى ثم خرج وجد روسيل تقف مقابل الشرفة تعزف على كلمات القصيدة و كأنها بعالم آخر حتى أنها لم تشعر به فيما وقف هو يراقبها و يتأملها يستمع لعزفها المتناغم مع الكلمات و يفكر كيف انقلب حالها هكذا فهو يرى إشراقها رغم حزنها و ألمها و بكائها و شهقاتها و صراخها الذي يمزق قلب من يستمع إليه بالأمس، إبتسم رغماً عنه و جلس يتابعها و يستمتع بعزفها الرائع.
إنتهت القصيده و أوقفت روسيل العزف و أنزلت يديها و هي مازالت مغمضة الأعين ثم رفعت رأسها بانتشاء و ابتسمت بخفة و هي تتنفس بعمق تنعش صدرها بالهواء.
فتحت عينيها و استدارت و صرخت بفزع عندما رأت أدهم فألقت ما بيدها بضجر:
"يابني و الله محدش يعمل اللي بتعمله ده، حرام عليك".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Roman d'amourتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...