ضمها أدهم لصدره و قال بنبرة هادئة تنافي نيرانه المشتعلة بداخله:
"حبيبتي زي ما ماما قالت إنت نجاحك و شطارتك هي اللي تثبت إنك تقدري و ده عشان نفسك مش عشان حد، إنتِ قوية و تقدري متسمحيش لحد يزعلك بكلام فارغ".أومأت موافقة و دلف شقيقيها ليطمئنا عليها و ظلوا جميعاً معها يحاولون مشاكستها ليسعدونها.
لم يُفصح أدهم عن مشاعره و لكن بالطبع روسيل تعلم ما يدور بذهنه و لكنها لا تعلم ما سمعه من لميس و تأثره به، باليوم التالي إصطحب أدهم روسيل و أبنائه للنادي الرياضي ليتابعوا تدريباتهم الرياضية و بالطبع كي يبتعدوا عن لميس، إنتهوا الأطفال من التدريبات و تناولوا وجبة الغذاء معاً و بعد الإنتهاء من الطعام ذهبت روسيل للمرحاض.
خرجت روسيل و بطريقها تقابلت مع مراد و محمد يلعبان مع طفلة و قال محمد بسعادة:
"ماما بصي مبسوطه بالكوره قوي إزاي؟".إبتسمت لها روسيل و انحنت و داعبتها بلطف.
"روسيل".
جاء صوت تعرفه عن ظهر قلب يهتف بإسمها فاستقامت روسيل و التفتت و رأت كريم الذي رآها و يقف ينظر لها باشتياق لم و لن يقل بقلبه مهما مر الزمان، إرتبكت روسيل و اهتزت حدقتيها فيما شرد كريم بها و اغرورقت عيناه بألم لم يفارقه و قال بنبرة مهتزة تعبر عن الكثير و الكثير من الإشتياق:
"روسيل.....إزيك؟".أجابته روسيل بتوتر:
"الحمد لله".إنتبهت للطفلة تتمسك بكريم تقول برجاء:
"بابا سيبني ألعب معاهم شوية".إنتبه كريم لإبنته و نظر لأبناء روسيل ثم عاد بنظره لها و سألها:
"ولادك؟".أومأت بالإيجاب و ترجته طفلته مرة أخرة و قبل أن يوافق قاطعته روسيل بابتسامة للصغيرة:
"حبيبتي معلش بس إحنا كنا ماشين، معلش ممكن نخليها مرة تانيه؟".عبست الطفلة فقال مراد:
"خلاص يا ماما شوية صغيرين بس نلعب معاها و نمشي".كادت ترفض و لكن ترجاها الأبناء و بكت الطفلة فوافقت بقلة حيلة، ضحك الأولاد بسعاده و سأل محمد الطفلة:
"إنتِ إسمك إيه؟"."روسيل".
هكذا أجابته الطفلة فتوترت روسيل أكثر و خصوصاً من نظرات كريم المشتاقة فقالت بجدية:
"عن إذنك".كادت تتحرك و لكن أوقفها بقوله برجاء:
"أرجوكِ متمشيش، صدقيني مش هضايقك بس........"كزت روسيل على أسنانها بضيق و كادت تتحدث و ترفض و لكن قاطعها مرة أخرى بنبرة تمزق القلب:
"أرجوكِ يا روسيل أنا فعلاً محتاجلك.....على الأقل خلينا صحاب زي زمان و أقسملك إني مش.....".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Lãng mạnتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...