﴿ الفصل 1 ﴾

67.5K 1.7K 213
                                    

#مريم

وقفت أنظر للمرآة و أرسم إبتسامة مستبشرة على وجهي .. لا أدري حقيقة ما أشعر به الآن أو كيف أصفه لكنه شعور يمزج بين الفرحة العارمة ، القليل من الحزن و الكثير من الأمل ..

" مريم هيا أسرعي الطائرة ستقلع بعد ساعة " كان ذاك صوت أمي يناديني من الأسفل ..

" حسنا أمي أنا قادمة لقد أنهيت للتو تنظيم حقائبي "

خرجت سريعا بعد أن ودعت أمي و أختي ثم ركبت سيارة أجرة و إتجهت نحو المطار .

وصلت قبل ربع ساعة من موعد الإقلاع فركبت الطائرة و إنتظرت موعد الإنطلاق .

بعد دقائق معدودة ، سمعت هدير المحركات تعلن عن إنطلاق الطائرة نحو إنكلترا .

إستغرقت في النوم إلى أن سمعت إحدى المضيفات تقول

" ستنزل الطائرة بعد قليل في مطار أوكسفورد . الرجاء من كافة المسافرين وضع حزام الأمان و شكرا لكم على اختيار خطوطنا الجوية . "

نهضت من نومي و عدلت ملابسي و مكياجي الى أن نزلت الطائرة.

و فور خروجي من المطار ، ركبت سيارة أجرة نحو الجامعة .

الجامعة التي تمنيت منذ الصغر أن أتخرج منها . هل ستكون حياتي فيها​ مثلما رسمتها بخيالي منذ زمن ؟

دخلت أحمل حقيبة سفري لأجد جميع الأنظار متجهة نحوي و كأنهم رأو كائنا فضائيا ، لكنني لم أعرهم أي إهتمام و توجهت مباشرة نحو مكتب المدير براون .

طرقت الباب برفق الى أن أجابني صوت جهوري من الداخل

" تفضل "

" السلام عليكم " قلت بعد أن دخلت

" مرحبا آنسة حسني في كليتنا ، حمدا لله على سلامتك "

" شكرا لك سيدي "

" أتمنى أن تقضي سنوات ممتعة هنا آنستي . أتتني توصيات من بلدك تأمرنا بمساعدتك فأرجو أن تعودي إلي إن إحتجت لأي شيء "

" شكرا سيدي أقدر لك هذا "

" لا شكر على واجب . كما تعلمين جامعتنا مشهورة بإنضباط طلابها و تفوقهم و بما أنني رأيت سجلك المدرسي لن أحتاج لتوصيتك فأنت مجتهدة و منضبطة و أرجو أن تواصلي على هذا المنوال أما الآن فسأنادي إحدى القيمات لترشدك إلى غرفتك في السكن الجامعي "

" أرجو أن أكون عند حسن ظنك بي "

و بعد قليل أتت قيمة تبعتها إلى إحدى الغرف .

" هذه غرفتك. أتمنى لك إقامة طيبة "

" شكرا لك "

أومأت لها و دخلت إلى غرفتي ثم إستلقيت على السرير لأريح نفسي من عناء السفر .
و بعد أن إتصلت بأمي لأطمئنها إستسلمت لنوم عميق لم أستيقظ منه إلا على صوت هاتفي الذي رن بإزعاج 

" السلام عليكم "

" و عليكم السلام . كيف حالك ؟ هل وصلت بخير ؟ "

" نعم الحمد لله. وصلت قبل ساعات أنا في الجامعة الآن . كيف حالك أنت ؟ "

" أنا بخير ،أردت فقط الإطمئنان عليك حبيبتي "

" شكرا لك سامي "

" أحبك ، كوني بخير من أجلي أرجوك "

" حسنا ، إلى اللقاء "

أنهيت مكالمتي مع سامي و بقيت أفكر لبرهة في ما آلت إليه حياتي في الفترة الأخيرة و كيف تحول سامي فجأة من أفضل أصدقائي إلى خطيبي قبل أسبوع من سفري .

هل تسرعت في موافقتي على هذه الخطبة ؟ سألت نفسي
لا ! لم أفعل ، سامي شخص جيد و سيكون زوجا جيدا.
هو صديق عائلتي و صديقي المفضل ، أبي يحبه و أمي كذلك ، صحيح أنني أعتبره أخا لكنني مع الوقت سأحبه مثل ما يحبني .

أفقت من تفكيري و دخلت لآخذ حماما و أغير ملابسي .
و عند خروجي وجدت نفسي أمام شقراء جميلة تتفحص الغرفة و تحمل حقيبة سفر بيدها .

" السلام علي... أقصد مرحبا ، من أنتِ ؟ "

" أنا صوفيا ، شريكتك في السكن "

" و أنا مريم ، هل أنت بريطانية ؟ لكنتك غريبة قليلا "

" أنا سويسرية و هذا عامي الثاني هنا لكنني أعيد السنة الأولى "

" أنا بلاد العرب و هذا عامي الأول . تشرفت بمعرفتك "

" أووه عربية ! أتمنى أن لا تحدث خلافات بيننا فأنا لا أتوافق مع العرب عادة "

" أرجو ذلك" تنهدت و قلت في سري

" حسنا إن إحتجت لأي شيء لا تطلبيه مني . تصبحين على خير "

قالت و ذهبت إلى فراشها . أرجو أن يمر كل شيء بخير يا الله ! أنا جد خائفة و متوترة .

إستلقيت على سريري محاولة طرد كل الأفكار السيئة من رأسي لأستسلم للنوم .

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن