#مريم
كان اليوم عطلة ، كنت جالسة تحت إحدى أشجار حديقتي الخلفية أطالع كتابا و أستمع لموسيقى هادئة عندما رن جرس الباب .
" صباح الخير " قال زين بإبتسامة واسعة
إبتسامته تلك جعلتني أرتبك كثيرا فقد رآيته آخر مرة منذ ثلاث أيام ، منذ ذلك الشجار و لم نتحدث بعدها .
" صباح الخير " رددت بتوتر
" ماذا أستتركينني أقف بالباب زوجتي العزيزة ؟ " قال بنفس إبتسامته المريبة تلك .
" تفضل " قلت بوجل ثم أقفلت الباب لأراه قد توجه للجلوس على الأريكة و هو يقول " مممم رائحة اللاڤندر كالعادة "
" زين لماذا تخطط ؟ " سألت بعصبية
حتما هناك خطب ما . لما أصبح يتصرف بلطف فجأة ؟!!
الأمر محير ." أووه حبيبتي كشفتني . أنا أحضر لك مفاجأة ، جهزي نفسك بسرعة و هيا لنخرج "
" زين ! "
" ماذا ؟ " قال بتذمر ثم بدأ بالإقتراب مني ، وضع يده على وجنتي وواصل
" يومان فقط و تصبحين زوجتي ، ألا يحق لي قضاء بعض الوقت معك ؟! "
رغم أني تهت في لمساته الرقيقة على وجنتي إلا أنني أعلم أنه يخطط لشيء ما
" أنت تعلم أن هذه صفقة و ليس زواجا حقيقيا " قلت و إبتعدت عنه لأتمكن من التماسك فقربه يجعل مشاعري تخرج رغما عني .
" اووه مريم . ما المانع إن جعلناه زواجا حقيقيا ؟ ألا يمكن أن نعمل معا حتى نجعل هذا الزواج ينجح ؟ ستكونين سعيدة معي أعدك "
أتمنى من كل قلبي لو كان كلامه صحيحا و لو كان حقا يعني ذلك و يحاول أن يصلح ما بيننا لكن .. قلبي غير مطمئن ، كيف تغير بين ليلة و ضحاها ؟
" ستقبل قضاء حياتك مع عاهرة ؟ "
" أووه لماذا تصعبين الموضوع ؟ أنا أحاول إصلاح علاقة هنا ! فكرت ربما أكون مخطئا عندما وصفتك بالعاهرة أو ربما عندما تقعين في حبي قد تتغيرين و تصبحين أفضل و قد تقتنعين بقضاء بقية حياتك معي ، لما لا نحاول ؟ .. قررت أن أتأقلم مع الوضع الجديد و ربما قد أقع في حبك أنا أيضا من يدري ؟ الصفقة ستضل قائمة لكن فلنتصرف على أنه زواج حقيقي ، إن كنا سعداء سنكمل و إن لم نكن فلننفصل بعد سنة ما رأيك ؟ "
كان يتكلم بهدوء بينما مشاعري متضاربة ، جزء مني يريد تصديقه بشدة و جزء آخر يعرف أنه كاذب و يحاول التلاعب بي . فقط قررت مسايرته لأعرف على ماذا ينوي .
" حسنا فلنقل إنني صدقتك و سأوافق على إقتراحك "
" هذا هو المطلوب ، الآن جهزي نفسك بسرعة و هيا لنخرج معا "
فعلت ما طلبه مني ثم ركبت السيارة إلى جانبه .
عقلي مشوش و مشاعري متضاربة لا أعلم ما الذي يجب علي تصديقه ! أريد و بشدة أن أصدق أن زين يريدنا أن نبدأ صفحة جديدة معا لكن من قد يقبل فتح صفحة جديدة مع فتاة يظنها عاهرة و قد شتمت والده و إستهزأت به أمامه ؟ من يقبل بفتاة سخرت منه و أكدت له أنها تسعى وراء ماله فقط ؟ إما أحمق أو مجنون .. أنا أعلم أن زين أحمق و مجنون أيضا لكن أبدا لم أتوقع منه هذا التصرف .
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...