﴿ الفصل 69 ﴾

24.6K 1.3K 327
                                    

#مريم

كان حفل زفافي ، رائعا و مثاليا كما أردته تماما . حفلا صغيرا لم يحضره سوى المقربون مني أنا و زين و الأهم من ذلك كله أمي و أختي كانتا هناك تشاركانني سعادتي .

لا أستطيع إلى حد الآن أن أصف مدى فرحتي فالكلمات حقا عاجزة عن التعبير عما أشعر به .

كنت أجلس في تلك الغرفة ، ألبس فستان زفافي و أنتظر حظور زين بخجل و توتر كأنني سأقابله للمرة الأولى في حياتي ، حينما دخل و على وجهه إبتسامة ملائكية دافئة .

إقترب مني ليجلس إلى جانبي و رفع رأسي الذي أنزلته خجلا نحوه .

" وجنتاك ورديتان .. هل مازلت تخجلين ؟ " همس

" لا .. تلك فقط مواد التجميل ، و لمَ سأخجل منك ؟ "

إقترب مني أكثر ليطبع على شفتاي قبلة صغيرة دافئة ، أحسست من خلالها بكل ما يكنه من شوق لي . توقف العالم من حولي ، و لم أعد أستمع سوى لدقات قلبي التي كانت تضرب بعنف كالطبول . و أحسست  كأن كل دمائي تصاعدت لتتجمع في وجنتاي .

" أووه .. لم أكن أتوقع أن مواد التجميل يشتد لونها بعد القبلة " همس مازحا

" زين ! " همست بإبتسامة خجولة و أنا أنظر نحو السجادة التي أصبحت و كأنها منظر طبيعي خلاب في تلك اللحظة .

أعاد وضع يده على ذقني ليرفع رأسي نحوه مجددا .

" هل أنت مصرة على حرماني من النظر إلى جمال عينيك ؟ ألا تعلمين أنني إشتقت لهما بشدة ؟ "

" و هل أنت مصر على إحراجي ؟ توقف زين " تذمرت

" لن أتوقف أبدا عن الوقوع في حبك لذا تقبلي الأمر " همس مجددا و هو يداعب شفتي السفلى بإبهامه

" أين يزن ؟ لقد تركته معك " قلت محاولة تغيير الموضوع

" مع جدتيه و خالته .. يردن ترك بعض الخصوصية لنا هذه الليلة .. فلنغتم الفرصة "

" سأذهب لتغيير ملابسي و أعود " قلت و أنا أقف متجهة نحو الحمام بسرعة ، فقط لكي أستطيع ضبط دقاتي الهائجة .

" لكنني أريد أن أنزع الفستان بنفسي " تذمر بضحكة جانبية .

" في أحلامك أيها المنحرف الأحمق . "

تجاهلته و دخلت إلى الحمام سريعا .

أووه يا إلهي ! كم هو وقح !

بعد ثوان ، سمعته يتذمر مجددا " أووه مريم هيا أخرجي أرجوك .. لقد إنتظرت بما فيه الكفاية "

" إذهب إلى السرير " قلت دون أن أعي الحماقة التي تفوهت بها .

" حقا ! " قال بنبرة غير مصدقة .

" أقصد لتخلد إلى النوم .. الوقت متأخر و علينا الإستيقاظ باكرا في الغد لتوديع أمي في المطار "

" أووه لا فائدة من الجدال معك .. تصبحين على خير يا مفسدة المتعة " تذمر مصطنعا الحزن .

بعد نصف ساعة ، خرجت أرتدي فستانا قطنيا كامل اليدين و يصل حد الكعبين ليغطي جسمي بأكمله و تركت شعري حرا منسدلا على ظهري .

تنفست الصعداء حين رأيت زين مستلقيا على السرير مغمض العينين . يبدو أنه سئم الإنتظار فغفى .

إستلقيت إلى جانبه ، أقابله بظهري و أغمضت عيناي لأستسلم إلى النوم لكنني شعرت به فجأة يقترب مني ليحيط خصري بذراعه و يجعل كتفاي في مستوى صدره .

" أظننت أنني سأستلم بهذه السهولة ؟ "

" أووه أنت لم تنم بعد ؟ "

" تعرفين أنني لن أنام هذه الليلة .. و يعجبني إختيارك لهذا الفستان . تريدين تشويقي أكثر أليس كذلك ؟ "

" يالا نواياك السيئة ! توقف عن التكلم عن الأشياء التافهة "

" أحبك "

" و توقف عن هذا أيضا "

" أووه كم أنت صعبة المراس ! .. آه تذكرت ، ما الذي كانت تقوله لك إلينا في الحفل الليلة ؟ هل ضايقتك ؟ كنت أفكر في فصلها من العمل "

" لا لا تفعل .. لا أريد أن أقطع رزقها . فكرت أن أطلب منك نقلها إلى فرع آخر للشركة لكنها الليلة إعتذرت مني و طلبت أن نكون صديقتين فلا بأس في أن تتركها في نفس المنصب كما أن إنتداب سكرتيرة جديدة سيتطلب وقتا و يعطل عملك "

" أووه أنت طيبة حد السذاجة . ألم تفكري أنها قامت بذلك لتحافظ على مكانها و تقوم بإغوائي ؟ ألا تغارين ؟ "

إستدرت نحوه لتقابل عيناي خاصته و أردفت

" سأقتل أي أنثى تفكر في الإقتراب منك . لكنني أعرف جيدا كيف أتوغل في روحك لأسكن قلبك و عقلك مما يجعلك غير قادر على الإستجابة لطلبات أي أنثى غيري حتى لو كانت ملكة جمال العالم "

" أنت الأجمل في الدنيا بالنسبة لي . أحبك " همس بدفء ثم قبل جبيني و ضمني إلى صدره .

دامت لحظات الصمت رقيقة هادئة حين همس مجددا

" كنا غبيين جدا . لو تخلى كل منا عن كبرياءه للحظة من الزمن لكنا معا منذ سنوات . "

" أعترف أن كبرياءنا جعلنا نعاني كثيرا من الفراق لكن ألا ترى أن سنوات الفراق جعلت كل منا يعرف قيمة الآخر جيدا ؟ أظننا لو إجتمعنا من البداية لكان من السهل أن نفترق إلى الأبد أمام أول عاصفة تهدد وجودنا معا دون أن يعرف أحدنا ما يعنيه الآخر في حياته . كانت تجربة مريرة زين ، لكنها جعلتني أتأكد أن لا حياة لي دونك "

أنزل عيناه لتقابلا عيناي و هو يهمس " أنت محقة . فلننسى ما مضى و لنعش كل لحظة معا بسعادة "

_______________النهاية ______________

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن