#مريم
كنت في المستشفى ، أحاول التخفيف عن أحد المرضى حين أتتني ممرضة كانت تعمل معي و أعلمتني أن مدير المستشفى يريدني .
ماذا يريد مني ؟ أرجو أنني لم أرتكب خطأ ما ..
طرقت باب مكتبه و دخلت فوجدته يجلس على كرسيه الجلدي الفاخر مقابلا الباب بظهره .
" سيدي هل طلبتني ؟ " سألت لأجذب إنتباهه و إقتربت من مكتبه.
و بعد ثوان إستدار ليقابلني زين الذي كان جالسا مكان المدير .
" أنت مجددا ! ألم أخبرك أنني لا أريد رؤيتك ؟ "
صحت و هممت بالرجوع نحو الباب للخروج لكن زين سبقني ليمسك ذراعي ثم دفع الباب ليقفله بالمفتاح و يضع المفتاح في جيبه .
" يجب أن نتحدث " همس بهدوء
" ليس لدي ما أتحدث عنه معك " قلت و أنا أحاول إصطناع القسوة و إخفاء الدموع التي تجمعت في عيناي .
" لا تحاولي ، عيناك تفضحانك ، أنت هشة من الداخل "
قال وهو يداعب خدي بأصابعه
" إبتعد .. أرجوك إبتعد عني و دعني أعيش بسلام " أجبت و تركت لدموعي الحرية في الإنهمار .
" بت أعرف كل شيء .. لنحاول إصلاح الأمور "
" تعرف كل شيء ؟ أنت لا تعرف شيئا .. هل تعرف كيف قضيت الخمس سنوات الفارطة ؟ هل تعرف كيف كنت أشعر ؟ هل تعرف كيف كان علي إخفاء مشاعري عن الجميع و التظاهر بالقوة ؟ هل تعرف كم كنت أحتاجك إلى جانبي و لم أكن أجدك ؟ .. أنت لا تعرف شيئا زين ، لا تعرف شيئا .. "
إبتعد عني ليعود إلى المكتب و يأخذ من أحد أدراجه دفترا أسودا ثم رماه أمامي و هو يقول
" بلى أعرف .. أعرف كل شيء لذلك علينا إصلاح الأمور "
رأيت إسم يزن المنقوش بخطوط الذهب يزين الغلاف فعرفت الكتاب على الفور لكن ما الذي جاء به لزين ؟ تجاهلت الأمر و قلت مدافعة
" إذا كنت تعني بإصلاح الأمور أنك ستأخذ يزن مني فأنت تحلم .. أنا لن أسمح أبدا أن تربي يزن إمرأة غيري "
" و من قال إنني أريد سلبك حقك في تربية إبنك ؟ لا أريد لإبني أن يحرم من والدته "
حافظ زين على هدوءه بينما كنت ثائرة .
" ماذا تريد إذا ؟ "
" تزوجيني ! "
كان جوابه كصدمة بالنسبة لي ، جعلت عقلي يتوقف عن التفكير لدقيقة لكنني إستأنفت سريعا
" تطلب مني الزواج من أجل إبنك ؟! لأكون مربيته ! لا أستطيع القبول بالعيش في صفقة أخرى معك سيد مالك "
" أحبك جدا .. تزوجيني أرجوك ! " قال بعربية سليمة
" حقا ! "
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...