#مريم
صباح اليوم التالي ، إستيقظت و أنا أشعر بقليل من التحسن . أفطرت ثم قررت الخروج للتجول و إستنشاق بعض الهواء النقي . إرتديت بدلة رياضية و خرجت للجري قليلا في الجوار . الجو مشمس و يبعث الدفء في الروح ، شغلت الموسيقى المفضلة لدي و إنسجمت معها دون أن أفكر بشيء . بعد ساعات من الجري وجدت نفسي أمام حديقة عمومية فقررت أن أرتاح فيها قليلا . أخرجت هاتفي فوجدت عدة إتصالات من زين ، قررت معاودة الإتصال به ..
" صباح الخير " قلت
" أين أنت ؟ هل أنت بخير ؟ " سأل بقلق
" نعم أنا بخير ، فقط كنت أركض في الجوار "
" أنا أتصل بك منذ ساعتين لأطمئن عليك لكنك لا تجيبين و ذهبت إلى منزلك و لم تكوني هناك "
" شكرا لك .. أنا بخير فعلا "
" أين أنت الآن ؟ "
" في حديقة ما "
" ما إسمها ؟ أنا قادم إليك "
نظرت إلى اللافتة التي أمامي و قلت
" كاتسلوي آند ساني مايد پارك ، لكن لا عليك .. سأعود إلى المنزل حالا و أتصل بك "
" أنا في إنتظاركِ ، إلى اللقاء "
أصبح يهتم كثيرا مؤخرا ! الأمر يحيرني .
لكن لا أهتم ، زين لا يخصني ..عدت إلى المنزل فوجدت سامي ينتظرني أمام الباب
" مرحبا " قلت بإبتسامة عريضة
" أهلا . أين كنتِ ؟ "
" أتجول في الجوار "
" هل أصبحتِ بخير ؟ "
" أجل كثيرا "
" هل نخرج معا ؟ " سأل بلطف
" أجل طبعا ، إنتظر قليلا لأستحم و أغير ملابسي ثم نذهب "
" حسنا أنا في إنتظاركِ "
_بعد أن إنتهيت ، خرجنا إلى أحد المطاعم في شارع كوين ستريت ، ثم تجولنا في حدائق جامعة أُكسفورد . كان حقا يوما ممتعا ، تحدثنا في مواضيع مختلفة . إنها حقا المرة الأولى التي أشعر فيها بالسعادة برفقة سامي .
على الساعة الثانية عصرا ، عدت إلى المنزل ،
قبل الدخول ودعت سامي لكنه و بدون توقع مني جذبني إليه و عانقني فدفعته عني . شيء ما بداخلي كان يخبرني أن أبتعد ، و بالفعل إبتعدت ." إلى اللقاء " قلتها و أنا أفتح الباب و أدخل بسرعة خوفا من أي إستفسار منه .
كان مجرد عناق لا أكثر لكن قلبي كان يرتجف خوفا منه . لم يحاول الإقتراب مني أبدا في السابق .. ماذا تغير الآن ؟عدّلت المياه و عطَّرتها بالاڤندر الذي أعشقه ثم دفنت جسدي في حوض الإستحمام محاولة طرد كل الأفكار السلبية من دماغي ..
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...