#مريم
جلست أمام التلفاز أفكر فيما حصل لي اليوم . متعجبة من نفسي ، من أحاسيسي ، من مشاعري ، لم أعد أعرف نفسي و أشعر أنني غريبة عنها ..
بين يدي خطيبي و الذي يفترض أنه سيكون زوجي قريبا أشعر بالرُّهاب و الخوف يسيطر علي ..
ماذا يعني ذلك ؟ يجب أن أتعقل و أضع حدا لهذه المشاعر الغبية . لم أكن يوما من أولئك الذين يتبعون قلوبهم و مشاعرهم حتى تأخذهم إلى الهاوية ..
كنت دائما تلك الفتاة التي يتحكم عقلها بحياتها ، تحسب ألف حساب لأي شيء قبل الإقدام عليه ، مُنظَّمة ، مُرتّبةٌ و منطقية إلى أبعد الحدود و سأكون دوما كذلك ..
يجب أن أبعد زين عن تفكيري و أعيده إلى مرتبة الزميل لا أكثر ، كانت حياتي مُسطَّرةً و مستقبلي واضح قبل أن يقحم نفسه فيها ، صحيح أنها لم تكن مثالية لكن الرؤية لم تكن ضبابيةً ، كنت أعرف جيدا ما أريد و أهدافي مرسومة بوضوح أمام عيناي ، دخل هو فإنقلب كل شيء رأسا على عقب . يجب أن أفكر بحل لهذا المشكل ..
_صباح الغد ، قصدت الكلية كالعادة ، كنت منتبهة للدروس لكن عقلي كثيرا ما يشرد ليفكر في كيفية إبتعادي عن زين و تقربي من سامي .
#زين
ذهبت إلى الجامعة اليوم فقط لأرى مريم ، على الأقل هناك يمكن أن أراها دون إختلاق أعذار أو التفكير في مبررات لألقاها ..
كانت أمامي في كل لحظة و كل حين ، أراها كزهرة قد تفتحت و لم ينتبه لها أحد قط ، كانت تمشي كحمامة بيضاء زادها وجلا ذلك الجلباب الذي كان يحيطها رافضا النظرات غير البريئة ..
و كنت أراقبها ، كانت تتكلم فكأنما تخرج شعرا من بين ثغرها ، أسمعها ، أتجاهل النظر إليها ، و إن أدبرت .. بقيت أراقبها ..
تبتسم بوجل و قد تضحك أحيانا لكنها تحاول إخفاء تلك الضحكة التي تأسرني بيدها ، و كأنها كانت تعلم وقعها علي ..
أنتظر دوما أن يضحكها شخص ما لألمح ذلك الوجه الملائكي في قمة سعادته ..
و أنا أراقبها ، كانت كاللؤلؤة تشع إيمانا و بريقا يخطف العيون كلما تسللت أشعة الشمس من النافذة .. فأظل أراقبها ..
كانت تتجاهل كل من كلمها بطريقة لا تعجبني ، قبل أن لا تعجبها ، فترد عليه بثقة و بكلمات تعلن بها رفضها لما يقال ، فتكبر في عين مخاطبها و يزداد إحترامي لها ..
و أنا خلف مكتبي هناك أراقبها ، كانت تتجنب كل الوجوه الرجالية بكل الطرق ، و إن كان لابد نظرت بعيدا و كأنها تحاول صد سهام تتوقعها ، حينها قد تنظر ناحيتي ، و إن إلتقت عينانا فجأة أخفضهما بسرعة و أعيد رفعهما ، لأنني أعلم أنها قد غيرت وجهة نظرها ..
فأبقى أراقبها حتى إن كانت تغضب ، كانت تبهرني ، شخصيتها ، شجاعتها ، و ردودها التي لطالما كانت في محلها ، و كأنها تتلو من ورقة كانت قد حضرتها مسبقا ، ثم تستسلم للجلوس أو الوقوف أمام النافذة واضعة يديها في جيب بلوزتها الطبية البيضاء و هي تهز قدمها اليمنى ..
فأبقى أراقبها لكن بحذر خشية أن تنتبه لي فتفضحني عيناي ..
لكني اليوم كنت أراقبها فأراها شاردة الذهن ، تفكر كثيرا ، مسحة حزن على محياها و تنتبه للدرس أحيانا ..
قبل بداية الحصة الأخيرة ، رأيتها تهم بدخول القاعة فأسرعت نحوها و جذبتها من يدها
" تعالي معي "
هذا ما قلته و أنا أجذبها نحو حديقة الجامعة و علامات الدهشة و التعجب على وجهها ..
" زين ماذا هناك ؟ " قالت و هي تلهث بعد أن وقفنا في ركن من أركان الحديقة بعيدا عن الأنظار ..
" هناك أمر عاجل ! يجب أن تأتي معي فورا " قلتها و أنا أتجه إلى سيارتي بينما هي تتبعني و علامات الخوف تعلو وجهها ..
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...