#مريم
إنقضى يومان بسرعة بالغة و أتى هذا اليوم .
اليوم ! ماذا سأقول عن هذا اليوم !
من المفترض أن يكون أسعد أيام حياتي ، سأزف إلى الرجل الذي إختاره قلبي . سيحبني دائما ، سيفعل المستحيل لإسعادي ، سأكون الأسعد ، الأحسن ، الأفضل و الأجمل فقط لأنني سأكون بجانبه .
سأفرح معه عندما يكون فرحا و أواسيه و أخفف عنه عندما يكون حزينا .
سيبدو قويا أمام الجميع لكنه لا يمانع أن يظهر ضعفه أمامي لأنني هو ، أنا روحه ، أنا قلبه و حياته و أغلى ما يملك في الدنيا ..
سأنسى كل أحزاني بمجرد أن يضمني إلى حضنه لأن موطني هناك ، أشعر بالأمان هناك فأنا جزء منه في النهاية .كنت حقا أتمنى أن أكتب هذه الكلمات ، كنت حقا أتمنى أن أشعر بهذا الإحساس في هذا اليوم بالذات ، يوم زفافي ..
اليوم الذي تحلم به كل فتاة و تنتظره بفارغ الصبر منذ صغرها .
أنا أيضا و ككل فتاة حلمت تلك الأحلام الوردية عن الفارس الذي سيأتي ليأخذني على حصان أبيض إلى مملكة الأحلام ، إلى حيث لا توجد سوى البراءة و الطهر ، الجمال و الحب ..لكنني إستيقظت على واقعي الأليم لأمحو كل ما حلمت به ، أعترف أنني حلمت كثيرا أن أزف إليه و أردت جدا أن أعيش كل لحظة من عمري معه لكن ..
هو ليس لي ، لا قلبه و لا عقله معي ، حياتي معه مجرد صفقة عمل لها أجل محدد .
لن يربطني به سوى ورقة رسمية ستلغى بعد تمام السنة .
أنظر إلى الجميع من حولي سعداء بزواجي منه إلا أنا و هو.أجلس أمام المرآة في ذلك القصر الفخم ، صوفيا و ليزلي يهتمان بثيابي و زينتي ، يفعلان ما في وسعهما لأكون الأجمل كما قالت صوفيا لكن قلبي ! قلبي مشوه حزين ، ألا يجب أن يجملوه أولا حتى أكون الأجمل ، ألا يجب أن أشعر بالسعادة التي تنبع من الأعماق حتى أبتسم تلك الإبتسامة الساحرة .
اليوم أيقنت أن جمال العروس الحقيقي لا يكمن في فستانها و لا مكياجها بل ينبع من داخلها ، ينبع من سعادتها بأنها ستكون ملك حبيبها إلى الأبد و هذا لا ينطبق علي .
لطالما تمنيت أن أقيم حفل زفاف يتحدث عنه الجميع لأعوام لكن ..
هو فعلا سيكون كذلك ، يجب أن أفرح لأن أمنيتي تحققت ، لكن ..
مع من أشارك فرحتي ؟ لا أجد أختي و لا أمي إلى جانبي ، أزف إلى أحدهم و كأنني يتيمة لا عائلة لي ..
أعترف أنني كنت سأكون سعيدة لو كان عريسي يبادلني حبي له ، لن أشعر أنني يتيمة حينها لأنه سيكون كل عائلتي ، سيكون وطني و كل عالمي ، سأعيش بقلبه و أتغلغل في عروقه .. بجانبه لن أحتاج لوطن أو مسكن سيكفيني أن أنام في حضنه كل ليلة لأنني إليه أنتمي ." إنتهينا "
أيقظني صوت ليزلي من شرودي ، نظرت إلى المرآة و كنت جميلة لكن ليس كما تمنيت لأن جمالي لا يعكس سعادتي ، لا أحد لاحظ تلك الدمعة التي أحاول جاهدة إخفاءها ، أريد أن أبكي ، أنا بحاجة لأمي ..
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...