﴿ الفصل 19 ﴾

15.8K 1K 26
                                    

#مريم

إستيقظت على الساعة التاسعة ليلا ، و كان ألم رأسي قد خفّ .
قررت أن أذهب إلى منزل زين لآخذ حاجاتي من هناك ، أعيد له المفاتيح ثم أعطيه ماله فأنا لا أريد أن أبقى مدينة لأحد .

طرقت الباب و لم يفتح أحد إذ يبدو أن زين لم يرجع بعد .
دخلت إلى غرفتي لأجمع حاجياتي و بينما أنا منهمكة في جمع ملابسي سمعت جرس الباب .

" ها قد عاد زين .. سأستطيع توديعه على الأقل "

قلت و أنا أفتح الباب لكنني لم أجد زين أمامي .
بل شخص لم أكن أتصور يوما أن أراه في هذا المنزل .
يبدو أنه يوم مفاجآت !

" السلام عليكم سيد مالك " قلت بتوتر

" و عليكم السلام ! ألست مريم ؟ ماذا تفعلين في منزل زين ؟ " قال بصدمة

" تفضل سيدي سأشرح لك "

دخل و ذهبت إلى المطبخ لأعد له القهوة .
بعد دقائق قدمت له القهوة و جلست إلى جانبه بتوتر ..

" إذا كيف حالك مريم ؟" إستهل السيد مالك الحديث

" بخير سيدي .. و أنت ؟ "

" بخير .. فقط أتساءل عن سبب وجودك هنا !"

قصصت عليه كل ما حصل و كيف إنتقلت للعيش مع زين ..

" و لماذا لم تتصلي بي عزيزتي ؟ كنت سأعطيك المال " قال بحنان

" آسفة سيدي لكنني لم أكن أعرفك جيدا و أستحي من طلب المال منك " أجبت بخجل

" طوال حياتي كنت أتمنى أن تكون لي إبنة جميلة و مؤدبة مثلك .. أيمكنك أن تناديني أبي عزيزتي بدل سيدي ؟ "

" هذا شرف لي سيـ .. أقصد .. أبي " قلت بفرح

ثم سألني عن أبي الحقيقي فأخبرته عن علاقتي الشبه سيئة معه .

" لا عليك حبيبتي ، أنا متأكد من أن والدك يحبك "
و قبل أن أجيبه فُتح الباب و دخل زين .
فُتِحت عيناه العسليتان من الصدمة حين رأى والده هناك .

" ما الذي تفعله هنا سيد مالك ؟ " قال زين ببرود

" تأدب في الحديث مع والدك زين " قال السيد مالك بحزن

" جئت لأسلمك هذا المال ، أرسلته والدتك معي و طلبت مني أن نحاول إصلاح علاقتنا لكن لا فائدة منك زين "

أضاف ثم نظر إلي و قال

" هذه بطاقتي بنيتي يمكنك الإتصال بي متى شئت "

ثم أعطاني بطاقته و قبَّل رأسي بحنان ، وضع بعض النقود على الطاولة و رحل ..
_

بقي زين مصدوما من تقبيل والده لي لذلك لم يتكلم .

" زين ! سأعود إلى منزلي .. أخذت حاجياتي و سآخذ حاسوبك لو سمحت فقد سجلت فيه بعض الدروس .. هذا مالك شكرا لك على كل شيء "

و مددت له المال لكنه لم يأخذه ..

" لا ترحلي. إبقي معي قليلا أرجوك فأنا لا أريد أن أظل وحيدا الآن "

قال بصوت حزين .

" حسنا سأبقى " أجبت بشفقة و جلست على الأريكة .

جلس إلى جانبي ثم وضع رأسه على ركبتي و تمدد على الكنبة .
بقيت صامتة و مصدومة ،لا أعرف كيف أتصرف في موقف كهذا . هل يجب أن أبعده ؟ لكنه بحاجة إلي ! ..

" إمسحي على شعري أرجوك ، أمي كانت تفعل ذلك " قال بنفس النبرة الحزينة ..

وضعت يدي في شعره الحريري بتردد ثم بدأت أمسح عليه برفق ..
لم أتكلم ، فقط أنتظر منه أن يخبرني ما به !
أحسست في هذه اللحظة أنني لا يجب أن أسأله شيئا مادام لم يتكلم بمفرده .
مرت نصف ساعة على تلك الحال و الصمت سيد الموقف .

" أبي يحبك " قال بهدوء

" إنه رجل طيب .. أتمنى لو كان أبي مثله " أجبت بتنهد

" لكنه لم يكن يحبها "

من هي ؟
إنتابني الفضول لكنني لم أملك الشجاعة لأسأل

" بيري .. لم يكن يحبها كثيرا .. تشاجرت معه عدة مرات بشأنها .. " أضاف

إذا كان يتحدث عن بيري ! لكن لماذا لم يحبها السيد مالك ؟ إنها لطيفة و تحب زين ..

" أكره أن أعترف أنه كان على حق .. " قال بألم

" عندما تركتك مع خطيبك ذهبت للبحث عنها.
كنت سأتصل بها و لكني رأيتها فجأة في مطعم قريب من الجامعة تتبادل القبل مع شخص ما.
لم أصدق ما رأيته فواصلت الإتصال بها ، عندما سألتها عن مكانها قالت إنها في منزل صديقتها .. " أكمل

" لقد كانت تخونني مريم ! بعد أربع سنوات .. " قالها بألم و رأيت عسليتاه تمتلآن بالحزن لكنه لم يبكي .

شعرت بالألم في صدري .. لا أريد أن أراه بتلك الحال !
أريد أن أرى زين القوي المتعجرف من جديد .
لا أريد أن أراه يتألم .
هذا كل ما فكرت فيه و أنا لازلت أنظر إليه و أمسح على شعره ..

" لقد تعبت ، إبقي معي" قالها و أغمض عينيه .
لم أعرف ما الذي أقوله حينها لأخفف عنه .
كنت فقط أتألم لأجله .

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن