كالعادة أستيقظ لأمارس روتيني اليومي ، لكن اليوم سيضاف له حدث روتينيٌّ جديد ، سأبدأ الدراسة مع ذلك الزين الأحمق .
خرجت إلى الجامعة بعد توديعي لصوفيا التي كانت نائمة و لم ترد الذهاب للدراسة هذا اليوم ، إنها حقا كسولة جدا .
إلتقيت في طريقي بنايل و لوي فألقيت عليهم التحية وواصلت طريقي إلى المدرج .
زين لم يكن هناك مع أن المحاضرة قد بدأت بالفعل .
أظنه لن يأتي اليوم أيضا فهو لم يأتي البارحة سوى لإعلامي بأنه سيعمل معي على المشروع و ليقابلني في المكتبة ، الغبي يجب أن أعيد له الدرس بأكمله .
بدأت المحاضرة و كانت مملة للغاية لكنني كنت منتبهة لها لأنني حقا أحب أن أكون متفوقة .
ثم تتالت المحاضرات إلى أن دق الجرس معلنا عن إنتهاء آخر محاضرة لليوم .
كانت الساعة الثانية بعد الزوال ، لا تزال هناك ساعاتان على موعدي مع زين ، قررت أنني سأرتاح قليلا ثم أذهب لإنتظاره في المكتبة.
رجعت إلى المنزل و لم أجد صوفيا هناك ، أظنها خرجت مع نايل .
تناولت غدائي ثم رتبت كتبي و مراجعي و أخذت منها ما أحتاجه للدراسة ثم قمت بوضعهم في حقيبتي .
شعرت بتعب شديد لذا إستلقيت على سريري ثم بدأت أعبث بهاتفي .
_" مريم ! مريم إستيقظي "
" صوفيا ٱتركيني أنام قليلا " همهمت بكسل
" هيا إستيقظي ، كفاك كسلا "
ثم أزاحت الغطاء من فوقي ، فجلست و أنا أفرك عيناي ببطء .
" كم الساعة ؟ " سألتها
" الرابعة و النصف "
" ماذا ؟ أنا متأخرة ." قلت بفزع
و نهضت بسرعة و توجهت إلى الحمام لأغسل وجهي و أعدل مظهري ثم حملت حقيبتي وخرجت
" إلى اللقاء صوفيا "
" و لكن إلى أين ؟ "
" إلى المكتبة "
" لكـ ... "
و لم أسمع ما قالته لأنني بالفعل قد خرجت و أغلقت الباب ورائي.
دخلت إلى المكتبة و جلت ببصري و لكنني لم أجد زين ، آه هذا متوقع ، لم يأتي بعد !
هممت بالجلوس على إحدى الطاولات لكنني سمعت صوتا مألوفا
" يا حمقاء أنا هنا ! "نظرت في إتجاهه و كان جالسا في مكان مخفي عن الأبصار نوعا ما ، إذ تحيط به خزائن الكتب من كل الجهات .
توجهت نحوه و قبل أن أجلس قال
" متأخرة نصف ساعة "
" لست أستاذي "
قلتها و أنا أجذب الكرسي الذي كان أمامه و أجلس عليه." كنت سأرحل إن تأخرت دقيقة أخرى ، ليس من عادتك التأخر لذا ظننت أنك لن تأتي . " قال متذمرا
" حسنا أنا آسفة فلنبدأ الدرس .. إذا ما المادة التي لا يستوعبها عقلك الصغير ؟ الرياضيات ، الفيزياء أم الكيمياء ؟ " قلت بسخرية
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...