#مريم
أمسكت الصحيفة بين يداي أتفحصها كعادتي حين تفاجأت بذلك الخبر الذي كان بمثابة صدمة لي .. زواج زين و إلينا بعد شهرين .
شعرت بالألم لكن لابأس ، هذا كان سيحصل عاجلا أم آجلا و قد حضرت نفسي لتقبل الخبر .. لكن و رغم كل شيء الألم قاتل .
قررت في تلك اللحظة .. لمَ لا أبتعد عن بريطانيا قليلا ؟ غدا تبدأ الأجازة الصيفية و أمي متشوقة لرؤية يزن فهي لم تشبع منه عندما ذهبنا لزيارتها في السنة الفارطة على حد قولها .
رميت الجريدة جانبا و ناديت يزن الذي كان يلعب مع أبناء الجيران أمام المنزل .
بعد مرور خمس سنوات ، إشتد عوده و إصطبغت بشرته بسمرة خفيفة تتماشى مع شعره الأسود الغزير . كان كل شيء فيه يوحي بأنه إبن زين .. كان نسخة مصغرة عنه و لم يأخذ مني سوى إخضرار عيناي .
" ماما ماذا تريدين ؟ أنت تفسدين لعبتنا " تذمر ببراءة
نزلت إلى مستواه و داعبت خده بيدي و أنا أقول
" أيها المشاغب الصغير .. هيا لتجهز نفسك .. سنزور جدتك غدا "
" أجل أجل أجل أنا أريد ذلك " قفز فرحا ..
حملته بين ذراعاي و دخلت به المنزل .
" هيا إلى الحمام .. أيها المدلل الصغير "
قلت و وضعته في حوض الإستحمام .
" لست صغيرا .. عمري خمسة " تذمر و بدأ يشير بأصابعه إلى العدد خمسة .
" أجل أنت كبير بما فيه الكفاية لتسمع كلام الماما و تستحم بسرعة "
ثم نزعت ملابسه و بدأت أحممه و ألاعبه بالماء .
" ماما .. هل يحبني بابا ؟ " سأل بعد أن جلس وسط الحوض و بدأت أفرك شعره بالشامبو .
" بالطبع يحبك كثيرا .. أنسيت أنه يبعث لك الهدايا دائما ؟ "
قلت محاولة إخفاء ألمي ..
في الواقع ، زين لازال لم يعلم بوجود إبنه لكنني أشتري الهدايا ليزن و أخبره أنها من والده .
" أجل لكنني .. آه إنهما يحرقانني " صرخ ببكاء بسبب دخول الشامبو إلى عينيه .
" إهدأ إهدأ يا صغيري .. ستكون بخير الآن .. أنا آسفة "
قلت و أنا أغسل له عيناه بسرعة ثم قمت بتنشيفه و إلابسه و أخرجته إلى غرفة نومه .
فتحت له التلفاز و واصلت " إبقى هنا هادئا .. سأعد لك الطعام "
و بعد أن أعددت له طعامه المفضل ناديته ليتناوله .
أتى مسرعا و جلس على الطاولة بخفة ثم إنغمس في الأكل فنهرته غاضبة . نظر نحوي ببراءة و أجابني
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...