إستيقظت باكرا لأبدا يومي الأول في ' الجامعة الحلم ' كما أحب أن أطلق عليها .
كل شيء جديد ، كل شيء تغير .
عالم جديد ، دنيا جديدة و مجتمع مختلف مائة و ثمانون درجة عن مجتمعي .
هل سأتأقلم ؟ هل سيكون كل شيء بخير ؟
أرجو ذلك .كانت هذه الافكار تجول بخاطري منذ إستيقاظي لكنني تجاهلتها و أعددت نفسي للخروج .
بعد أن صليت إرتديت ملابسي و وضعت حجابي و ثم حملت حقيبتي المملوءة بالكتب و المراجع .
نظرت إلى صوفيا التي كانت تغط في النوم ثم إلى الساعة . لازالت هناك ساعة لبدء الدروس . قررت الذهاب لمطعم الكلية للإفطار ثم القيام بجولة في المكان .دخلت و كان المطعم فارغا إلا من شاب أشقر ، أزرق العينين ، ينظف المكان و يرصف الكراسي .
" صباح الخير ، هل أستطيع الدخول ؟ "
بقي في البداية ينظر إلي بتعجب لكنه إستأنف سريعا
" طبعا تفضلي "
" أريد القليل من البسكويت و كأسا من عصير البرتقال لو سمحت "
غاب ثم عاد بعد ثوان يحمل ما طلبته منه ، لكنه عوض أن ينصرف إلى عمله بقي ينظر نحوي و علامات الإستفهام تملأ محياه
" هل أنت جائع ؟ تفضل و كل معي " سألت فإنفجر ضاحكا ثم أجاب
" أول مرة أراك هنا ! "
" أدعى مريم و هذه سنتي الأولى هنا. أدرس الطب . عربية مسلمة لذلك أرتدي حجابا ، أعلم أنك مستغرب من طريقة لباسي "
سردت الكلام مرة واحدة إتقاء للأسئلة المتكررة التي طالما تعرضت لها من الأجانب .
" في الحقيقة قليلا ، أتت عربيات إلى هنا سابقا لكنهن لم يكن محجبات . المهم ، أنا نايل ، نايل هوران ، أدرس الطب أيضا و هذه سنتي الرابعة . أعمل هنا بدوام جزئي لأتمكن من تسديد أقساط الجامعة . تشرفت بمعرفتك آنسة مريم "
" الشرف لي سيد هوران "
" نادني نايل فقط ، حسنا هل لي أن أعرف لماذا إستيقظت مبكرا جدا ؟ "
" لأقوم بجولة في أرجاء الجامعة . جديدة و ليس لدي أصدقاء ، لذا علي إكتشاف المكان بمفردي "
" حسنا لا مانع عندي أن نكون أصدقاء و سأريك المكان في أي وقت تشائين "
" شكرا لك ، هذا لطف منك " ثم وقفت و واصلت
" إلى اللقاء أراك في وقت لاحق "
خرجت متجهة نحو المدرج لأن المحاضرة الأولى ستبدأ بعد نصف ساعة من الآن .
دخلت و لم يحضر أحد بعد . إخترت مقعدا و جلست أفكر قليلا .
هل ستمر السنوات القادمة بخير هنا أم أنني سأعود خائبة إلى وطني ؟
هل سينتظرني سامي كل هذه المدة أم أنه سيمل و يتزوج غيري ؟
حقيقة ، لا أهتم كثيرا ، إن كان يريد الزواج من غيري سأفرح له جدا و أهنئه من قلبي .
الأهم من كل ذلك ، هل سأجد أصدقاء هنا ؟ أنا مختلفة عنهم ، هل سيتقبلونني بينهم ؟ ألن يفكروا بعنصرية ؟ ديني مختلف ، عاداتي مختلفة و طريقة عيشي مختلفة ! .
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...