#مريم
وقفت أنظر للمرآة و أرسم إبتسامة مستبشرة على وجهي .. لا أدري حقيقة ما أشعر به الآن أو كيف أصفه لكنه شعور يمزج بين الفرحة العارمة ، القليل من الحزن و الكثير من الأمل ..
" مريم هيا أسرعي الطائرة ستقلع بعد ساعة " كان ذاك صوت أمي يناديني من الأسفل ..
" حسنا أمي أنا قادمة لقد أنهيت للتو تنظيم حقائبي "
خرجت سريعا بعد أن ودعت أمي و أختي ثم ركبت سيارة أجرة و إتجهت نحو المطار .
وصلت قبل ربع ساعة من موعد الإقلاع فركبت الطائرة و إنتظرت موعد الإنطلاق .
بعد دقائق معدودة ، سمعت هدير المحركات تعلن عن إنطلاق الطائرة نحو إنكلترا .
إستغرقت في النوم إلى أن سمعت إحدى المضيفات تقول
" ستنزل الطائرة بعد قليل في مطار أوكسفورد . الرجاء من كافة المسافرين وضع حزام الأمان و شكرا لكم على اختيار خطوطنا الجوية . "
نهضت من نومي و عدلت ملابسي و مكياجي الى أن نزلت الطائرة.
و فور خروجي من المطار ، ركبت سيارة أجرة نحو الجامعة .
الجامعة التي تمنيت منذ الصغر أن أتخرج منها . هل ستكون حياتي فيها مثلما رسمتها بخيالي منذ زمن ؟
دخلت أحمل حقيبة سفري لأجد جميع الأنظار متجهة نحوي و كأنهم رأو كائنا فضائيا ، لكنني لم أعرهم أي إهتمام و توجهت مباشرة نحو مكتب المدير براون .
طرقت الباب برفق الى أن أجابني صوت جهوري من الداخل
" تفضل "
" السلام عليكم " قلت بعد أن دخلت
" مرحبا آنسة حسني في كليتنا ، حمدا لله على سلامتك "
" شكرا لك سيدي "
" أتمنى أن تقضي سنوات ممتعة هنا آنستي . أتتني توصيات من بلدك تأمرنا بمساعدتك فأرجو أن تعودي إلي إن إحتجت لأي شيء "
" شكرا سيدي أقدر لك هذا "
" لا شكر على واجب . كما تعلمين جامعتنا مشهورة بإنضباط طلابها و تفوقهم و بما أنني رأيت سجلك المدرسي لن أحتاج لتوصيتك فأنت مجتهدة و منضبطة و أرجو أن تواصلي على هذا المنوال أما الآن فسأنادي إحدى القيمات لترشدك إلى غرفتك في السكن الجامعي "
" أرجو أن أكون عند حسن ظنك بي "
و بعد قليل أتت قيمة تبعتها إلى إحدى الغرف .
" هذه غرفتك. أتمنى لك إقامة طيبة "
" شكرا لك "
أومأت لها و دخلت إلى غرفتي ثم إستلقيت على السرير لأريح نفسي من عناء السفر .
و بعد أن إتصلت بأمي لأطمئنها إستسلمت لنوم عميق لم أستيقظ منه إلا على صوت هاتفي الذي رن بإزعاج" السلام عليكم "
" و عليكم السلام . كيف حالك ؟ هل وصلت بخير ؟ "
" نعم الحمد لله. وصلت قبل ساعات أنا في الجامعة الآن . كيف حالك أنت ؟ "
" أنا بخير ،أردت فقط الإطمئنان عليك حبيبتي "
" شكرا لك سامي "
" أحبك ، كوني بخير من أجلي أرجوك "
" حسنا ، إلى اللقاء "
أنهيت مكالمتي مع سامي و بقيت أفكر لبرهة في ما آلت إليه حياتي في الفترة الأخيرة و كيف تحول سامي فجأة من أفضل أصدقائي إلى خطيبي قبل أسبوع من سفري .
هل تسرعت في موافقتي على هذه الخطبة ؟ سألت نفسي
لا ! لم أفعل ، سامي شخص جيد و سيكون زوجا جيدا.
هو صديق عائلتي و صديقي المفضل ، أبي يحبه و أمي كذلك ، صحيح أنني أعتبره أخا لكنني مع الوقت سأحبه مثل ما يحبني .أفقت من تفكيري و دخلت لآخذ حماما و أغير ملابسي .
و عند خروجي وجدت نفسي أمام شقراء جميلة تتفحص الغرفة و تحمل حقيبة سفر بيدها ." السلام علي... أقصد مرحبا ، من أنتِ ؟ "
" أنا صوفيا ، شريكتك في السكن "
" و أنا مريم ، هل أنت بريطانية ؟ لكنتك غريبة قليلا "
" أنا سويسرية و هذا عامي الثاني هنا لكنني أعيد السنة الأولى "
" أنا بلاد العرب و هذا عامي الأول . تشرفت بمعرفتك "
" أووه عربية ! أتمنى أن لا تحدث خلافات بيننا فأنا لا أتوافق مع العرب عادة "
" أرجو ذلك" تنهدت و قلت في سري
" حسنا إن إحتجت لأي شيء لا تطلبيه مني . تصبحين على خير "
قالت و ذهبت إلى فراشها . أرجو أن يمر كل شيء بخير يا الله ! أنا جد خائفة و متوترة .
إستلقيت على سريري محاولة طرد كل الأفكار السيئة من رأسي لأستسلم للنوم .
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...