#مريم
إسترخيت على كرسي الطائرة العائدة إلى بريطانيا.
ستبدأ سنة دراسية جديدة بعد شهر من الآن إن شاء الله .
إخترت الرجوع إلى إنكلترا مبكرا لأنني بحاجة لقضاء بعض الشؤون كتأجير منزل و التسجيل في الجامعة ... و أيضا أنا لم أعرف نتائج إمتحانات السنة الفارطة إلى حد الآن ..
و الأهم من ذلك كله أنني إشتقت كثيرا إلى زين.
أود لو أراه حتى من بعيد و لثوان فقط حتى يهدأ قلبي الملتهب شوقا و وَلهاً .
أريد أن أسمع صوته ، إشتقت لملامحه رغم أنها محفورة في كياني ، لإنفعالاته ، لغضبه ، للطافته .. كل ما فيه ، إشتقته جدا .
٭٭٭
كنت قد عدت إلى منزلنا قبل أسبوع من سفري.
عادت علاقتي بأمي جيدة نوعا ما فهي لم تعد تجبرني على الزواج من سامي ، ربما إقتنعت برأيي أو ربما تعبت من إقناعي برأيها.
٭٭٭
بعد ساعات طويلة حطت الطائرة . لم يكن أحد يعلم بعودتي سوى السيد مالك. و عند خروجي إلى بهو المطار رأيت أحدهم يرفع لافتة كتب عليها إسمي فعرفت أنه مبعوث من طرفه .
توجهت نحوه و حييته فبادلني التحية ثم أكد لي السيد مالك بعثه ليقلني إلى الفندق. ركبت السيارة معه و أخذني إلى نزل شديد الفخامة و لا أظن أنني أستطيع دفع تكاليف مجرد نصف يوم داخله .
كنت سأتصل بالسيد مالك لأخبره بنيتي لتغيير الفندق لكنني و لحسن حظي رأيته يدخل إلى البهو حيث كنت أجلس و يتقدم نحوي." السلام عليكم أبي "
قلت مبتسمة و مددت يدي لأصافحه لكنه أخذني في حضنه و هو يقول
" إشتقت لك بنيتي "
تعجبت من ردة فعله ، لم أكن أعلم أنه يحبني إلى تلك الدرجة ، أعني أنا لم أقابله كثيرا و علاقتي به ليست وطيدة كفاية.
صحيح أنني أعتبره كأب لي لأنه في سن والدي تقريبا و هو كان قد طلب مني أن أدعوه بـ ( أبي ) في السابق لكن ظننت أنه يقول ذلك على سبيل المجاملة و النبل لا أكثر.
جلست و جلس بجانبي بعد أن طلبنا ما نشربه.
" إذا ، لماذا لم تصعدِ إلى غرفتك لتأخذي قسطا من الراحة ؟" سأل.
" في الحقيقة ، لا أستطيع أن أنزل في فندق كهذا ، ميزانيتي لا تسمح " قلت بإعتذار
" لكنني طلبت من السائق أن يعطيك مفتاح الغرفة" وضح
" ماذا ؟ أي غرفة ؟ أنا لم آخذ أي مفتاح " قلت بتعجب
" هؤولاء الحمقى الذين يعملون عندي ! أعتذر صغيرتي ربما نسي أن يعطيك إياه " قال بهدوء غاضب
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...