#زين
تركت مريم هناك وحيدة و خرجت فقط لأبتعد عنها ، مسحت شعري بأصابعي ثم تنهدت و أخذت نفسا عميقا . أشعلت سيجارة و بدأت أستنشق دخانها ببطء . هي لا تثق بي و لا أعلم لما يزعجني الأمر حتى !عندما عدت بعد حوالي ساعتين، وجدتها غارقة في نوم عميق . تأملتها للحظات ثم جذبت غطائي و حاولت قدر المستطاع الإبتعاد عنها، إذا كان ذلك ما تريده فليكن . ثم إستغرقت في تفكير قادني إلى نوم عميق .
إستيقظت صباحا و أنا أشعر بجسم ما فوق صدري يمنعني من الحركة .
كانت مريم تنام على صدري و تحتضنني بشدة .
أردت إبعادها لكنني وجدت أنها ترتعش من البرد كعصفور صغير ، أخذت سترتي التي كانت ملقاة بجانبي و غطيتها بها ، ثم سرحت بلا وعي في وجهها الملائكي النائم . كانت تبدو كالملاك حقا و هي نائمة ، بشرتها البيضاء ، خدودها المحمرَّة ، رموشها الكثيفة ، شفتاها الوردياتان ... آيات من الجمال تتجلى في وجه بريء لم يزده الحجاب سوى جمالا على جماله .
الحجاب ! آه أجل ! يحيرني إرتدائها لهكذا شيء ، لا تقل جمالا عن الأخريات و ربما هي أجمل منهن ، لكن لما لا تريد إبراز جمالها هذا !؟ لماذا تخفيه تحت حجاب و ملابس فضفاضة ؟! بعيدا عن الدين و عن كل شيء أراه تخلفا أن تحاول فتاة جميلة إخفاء جمالها .. أولم يخلق الجمال لنتمتع به ؟
لكن عندما أفكر في الأمر، أجد أن جمالها هذا لا يليق بها، شخصيتها معقدة لا أستطيع فهمها ، لا أعرف لما أكرهها حتى ، ربما لأنها تنجح و بجدارة في إستفزازي و إثارة أعصابي .
غطيتها جيدا بسترتي ، وضعت يدا على ظهرها و يدا أخرى تحت رأسي و عيناي لم تبتعدا بعد عن وجهها .
رأيتها تفتح عيناها ببطء ثم تعيد إغلاقهما ، أظنها إستيقظت ..#مريم
احسست بأشعة الشمس تداعب جفوني لتدفعني إلى الإستيقاظ . فتحت عيناي ببطء لكنني أقفلتهما من جديد لأنني لم أستطع تحمل ضوء الشمس الذي وُجِّه مباشرة نحوهما ..
" هل أحببت النوم على صدري ؟ "
أزعجني صوته فور إستيقاظي و رفعت عيناي نحو خاصته لأتشاجر معه من جديد لكنني إكتشفت أنني فعلا نائمة على صدره .
" ماذا !؟ ما الذي حدث ؟" قلت بغضب و صوت مرتجف ثم سرعان ما إبتعدت عنه .
" كنت نائمة على صدري ، ألم تلاحظي ذلك ؟ أو ربما أنت متعودة على النوم في أحضان الرجال ! "
" ٱصمت أيها الحقير " صرخت بغضب " لا أعرف كيف حدث هذا "
رسم إبتسامة ساخرة على وجهه ثم وقف و خرج من الخيمة .
أنا غبيه ، كيف حدث هذا ؟ عرفت أن الليلة لن تمر على خير . أصلا لا شيء جيد يحدث و أنا معه . آه يا إلهي كم أكرهه !خرجت من خيمة زين إلى خيمتي لأغير ملابسي و في طريقي إعترضني نايل فصرخت به
" نايل أيها الأبله ما الذي فعلته البارحة ؟ كيف تتركني أنام إلى جانب صديقك الأحمق ؟ "
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...