#مريم
إستيقظت صباح الغد و أنا أشعر بالراحة حقا ، شعور جميل جدا أن تنام في فراشك من جديد بعد سنة من الغياب ..
تناولت إفطاري برفقة أمي و أختي ثم قدمت لهم الهدايا التي جلبتها و التي كانت عبارة عن وشاح حريري مطرز لأمي و قلادة فضية لمرام ، ثم قررت زيارة منزل أبي ..
طرقت الباب و كانت زوجته خديجة هي من فتح ..
خديجة تكبرني بـستِ سنوات ، هي طيبة لكنها لا تحبني كثيرا .." السلام عليكم خديجة ! كيف حالك ؟ "
" بخير .. أبوك في غرفته " ردت ببرود ثم تركتني و رحلت ..
إتجهت ناحية غرفتي أبي و طرقت الباب ..
سمح لي بالدخول لكنه لم ينظر لي لأنه كان يحمل رضيعا بين ذراعيه ..
" أبي " قلت بصوت تملأه الفرحة
رفع نظره إلي ، لم أرى فرحة كبيرة ترتسم على وجهه
" أهلا متى عدتِ ؟" قال بعد أن أرجع نظره للرضيع ..
" البارحة "
" و لم أتيتِ ؟ أخبري أمك أنني لا أملك المال الآن لإعطائها إياه "
صدمت من طريقة تفكيره ..
" لم آتي من أجل المال .. إشتقت لك أبي "
" أووه حسنا إذا " قال و قد بدا الندم على ملامحه
" إبنتك قضت سنة كاملة في بلد أجنبي لوحدها و أنت لم تكلف نفسك و تسأل و لو لمرة واحدة " قلت بعتاب
وضع الطفل على الفراش ثم تقدم نحوي بوجه معتذر فإرتميت في أحضانه ..
" كنت أسأل عنك صغيرتي لكن من بعيد .. ليس لدي رقمك و لا أريد الإقتراب من منزل والدتك .. لا أريد إثارة المشاكل لكنني أعلم كل ما تمرين به .. " قال بحنان و هو يمسح بيده على ظهري ..
يعلم كل ما أمر به ! هههه أرجو لو كان يعلم حقا !
لم أفكر كثيرا في كلامه ، فقط إقتربت منه أكثر ..
أنا فتاة من النادر أن تحصل على عناق من أبيها لذلك علي إغتنام هذه الفرص ..**
" هذا يوسف أليس كذلك ؟ " قلت و أنا أشير نحو الصغير و آخذه بين ذراعي
" أجل " رد أبي بفخر
" ما شاء الله ! جميل جدا .. مبارك لك أبي ، لقد كنت تنتظره منذ زمن و أخيرا منّ الله به عليك .. "
كنت أتأمل الصغير بسعادة غامرة ، ههه كل شيء به صغير ، كان نائما بوجه ملائكي بريء ..
ثم فجأة إستيقظ و بدأ بالبكاء حاولت تهدئته و لكنه لم يهدأ ..
بقدري حبي للأطفال أنا حقا فاشلة في التعامل معهم .." اووه ماذا الآن ؟ لقد تعبت جدا في جعله ينام " قالت خديجة بتذمر و هي متوجهة نحوي ..
سلمتها الرضيع فتمكنت في دقائق من إسكاته ..
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...