•• تَـأْثِيٖرْ ••

16.3K 1K 38
                                    

#زين

طوال الطريق و أنا أحدق في وجه مريم بعد أن غلبها النعاس في السيارة .
تبدو فاتنة للغاية ، و حقا تبدو كالملاك في فستانها الأبيض . لا أصدق أنها أصبحت ملكي ، مجرد التفكير في الأمر يجعل قلبي ينبض بسرعة لكن لا يجب أن أتمادى في الأحلام ، هي لن تكون زوجتي أبدا هذه مجرد صفقة عمل مع العدو .

كنت أتمنى لو جمعنا القدر بطريقة أفضل . كنا سنكون سعداء حقا .

لا أصدق أن وراء هذا الوجه الملائكي تختبأ أفعى بعقل شيطان ..
ههه كيف فكرت أنها من الممكن ان تحبني يوما ؟ هي تحب المال فقط .. أظنها ورثت هذه الصفة من أبيها ، يا إلهي إتسعت عيناه بمجرد ذكري للخمس ملايين دولار ، للحظة أصبحت أعتقد أن مريم بريئة أمام جشاعة والدها .

لو كان أبي بذلك الطمع لكنت أخجل من الإنتماء إليه ، يا إلهي لقد باع إبنته من أجل المال ، حتى لو كنت إقترحت عليه مبلغا أقل أنا متأكد من أنه سيقبل به ، في البداية كان رافضا تماما لفكرة تزويج إبنته لأجنبي غريب لكن إثر ذكري للمال و معرفته بمكانة والدي إتسعت حدقتاه و وافق على الفور .
الغريب في الأمر أن مريم أخبرتني أنها تحبه مهما فعل ! هو لا يهتم بها ، رماها هي و والدتها و أختها منذ سنوات دون أن يكلف خاطره بالذهاب إليهم يوما بعد الطلاق و هاهو اليوم يبيعها إلى رجل لا يعرف عنه شيئا ..
يا إلهي حقا لو كان أبي هكذا لما سامحته يوما ، كيف قالت إنها تحبه و انها سامحته على كل ما فعله و ما سيفعله بصدر رحب .. هل صلة الدم بالنسبة لها رابط مقدس أم ماذا ؟

إثر تحديقي بوجهها لاحظت تقطب حاجبيها ، أظنها في حلم مزعج . لا إراديا إمتدت يدي لتلمس وجنتها لكنني أوقفتها في اللحظة الأخيرة ، فكرت ، ماذا لو أحست مريم بملمس يدي على وجنتها لتستيقظ و تجدني شاردا أحدق بها ؟ ماذا سيكون جوابي حينها ؟

" سيدي وصلنا "

أخرجني من بحر افكاري صوت السائق فأمرته بنقل الحقائب الموجودة في السيارة إلى الداخل ثم يرحل .

لم أكن أريد أن أوقظ مريم حتى لا أدخل في شجارات معها فأنا لست في مزاج مناسب لذلك .

حملتها إلى غرفتنا ، و بحركة عفوية أحاطت عنقي بذراعيها و تشبثت بي كطفل صغير ، لازال ذلك التقطب يظهر على وجهها .

وضعتها على السرير بهدوء لأعود للتحديق في ملامحها البريئة النائمة .

" سأحبك إلى الأبد ، أنت فقط "

رنت تلك الجملة في بالي فجأة ..
بدت و كأنها قالتها من الأعماق حتى إني فعلا كنت سأصدقها ، كاذبة لعينة تجيد التمثيل حقا .

بعد رحيل السائق ، نهضت لتغيير ملابسي ثم أخذت سيارتي إلى أقرب حانة .

_

#مريم

فتحت عيناي ببطئ لأجد نفسي في غرفتي ، أووه لقد راودني كابوس سيء ، حلمت أن اليوم هو يوم زفافي من زين ، لكن الحمد لله أنا في غرفتي الآن و على فراشي الحبيب

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن