#مريم .
أقفلت الباب بالمفتاح و قضيت تلك الليلة مستيقظة ، أرتجف من الخوف بسبب ما فعله زين .
و مع بزوغ أول خيط من النور ، خرجت بسرعة ، رأيت زين نائما على الأريكة في غرفة الجلوس .
إرتديت ملابسي و إستقليت سيارة أجرة نحو منزل هاري .
طرقت الباب بقوة ، كنت خائفة جدا . ماذا لو رآني زين و لحقني إلى هنا ؟ قد يضربني ثانية أو ربما قد يفعل الأسوء .
فتح هاري الباب و هو يفرك عينيه ، كان يرتدي قميصا داخليا و سروالا قطنيا .
توسعت عيناه فور رؤيتي .
" مريم ما الذي تفعلينه هنا في هذه الساعة ؟ " سأل متعجبا .
" ز.. زين " قلت بصوت مرتجف و إمتلأت مقلتاي بالدموع .
" إهدئي ، فقط إهدئي "
حاول تهدئتي ثم أمسك يدي و أدخلني لأجلس على أول أريكة صادفتني .
غاب برهة ثم عاد و قد إرتدى ملابسه و حمل بين يديه صينية عليها بعض الكعك و العصير ثم وضعها أمامي و جلس مقابلا لي .
" ما الذي حصل ؟ أخبريني " إستفهم
" لقد .. عاد ثملا البارحة .. ضـ..ضربني و.. و حـ..حاول إغتصابي " قلت بصوت متقطع .
توسعت عينا هاري من الدهشة .
" أوصلت به القذارة إلى هذه الدرجة ؟ " صرخ غاضبا .
كنت سأجيبه لكن قاطعنا دخول فتاة صغيرة شقراء ، ترتدي فستانا قطنيا مزينا بالزهور ، تفرك عيناها بيد و تحمل دبا محشوا بيدها الأخرى .
" أبي .. لماذا تصرخ ؟ أنا خائفة و لا أستطيع النوم " قالت ببراءة طفولية .
أبي ؟؟ هل هاري أب ؟
إتجه هاري نحوها ، حملها بين ذراعيه و هو يقول " أنا آسف حبيبتي ، سأشتري لك الحلوى "
أنزلها من حضنه ، قبلها ثم أضاف " إذهبي إلى الحمام الآن ثم تناولي فطورك "
إبتسمت الفتاة إبتسامة كبيرة ، قبلت خد هاري و ركضت إلى الداخل .
هاري يملك إبنة ؟ لحظة لحظة لقد رأيتها معه سابقا في حفل زفافي لكنني لم أظن أنها إبنته .
نظرت نحوه بإستفهام .وضع يده خلف رأسه يفرك شعره و قد إحمرت وجنتاه .
" لقد إكتشفت سري الصغير . هذه إبنتي ميا" قال هاري بخجل و عاد ليجلس أمامي .
" هل أنت متزوج ؟ " سألت و لازالت الدهشة بادية على وجهي .
" لا لست كذلك . كانت فقط علاقة عابرة "
" أووه ، و أين والدتها ؟ "
" في الحقيقة لا أعلم . تركتها عندي و رحلت " قال بحزن
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...