﴿ الفصل 11 ﴾

18.9K 1K 32
                                    

#مريم

بعد ما حصل لي لم أستطع مواجهة أحد منهما بالصراخ و البكاء و الشتم ، تجاهلت كلاًّ من صوفيا و زين تجاهلا تاما ..
آه ما الذي كنت أتوقعه من غرباء إعتبرتهم أصدقاء و أنا التي لم أصادق أحدا في حياتي .
حسنا أظن أن هذه الأمور تحصل عادة ، أن تعتبر أحدهم صديقا لك فيطعنك هو في الظهر .
ما الذي كنت أتوقعه من غرباء و أنا التي كنت غريبة في وطني ، بين أهلي .
سأتحمل دون شكوى كما أفعل في كل مرة ، تعودت على معاداة الحياة لي فأصبحت أستقبل فجائعها بعينين دامعتين و ثغر مبتسم ..

خرجت من الغد و توجهت إلى الجامعة كأن شيئا لم يكن ..
تجاهلت الجميع دون ٱستثناء . أنظر فقط إلى دفتري و قلمي ..
بعد نهاية الدوام ذهبت إلى مكتب هاري و طرقت الباب فأمرني بالدخول ..

" صباح الخير هاري " قلت بصوت هادئ
" مريم ! أين كنت البارحة ؟ بحثت عنك طويلا و لم أجدك "
كلامه أعاد إلى ذهني كل ما مر بي البارحة فإنهمرت دموعي مجددا دون شعور مني .
إقترب مني و رفع رأسي الذي أنزلته خجلا إليه ثم قال بهدوء
" أنا آسف "
" لا عليك لست أنت السبب . لكن أيمكنك أن تساعدني في أمر ما ؟ "
" أجل طبعا ! سأفعل ما في وسعي "
" أريد الإنتقال من السكن الجامعي . هل يمكن أن تبحث لي عن منزل صغير للإيجار و يكون قريبا من الكلية ؟ "
" أجل سأفعل و سأتم كل إجراءات خروجك مع المدير براون . عودي إلى الشقة لترتاحي و سآتي لإصطحابك بعد أن أنتهي . "
" شكرا لك هاري. لن أنسى أبدا معروفك هذا "
قلت شاكرة ثم ودعته و عدت لإوظب حقائبي .
حزمت أمتعتي بسرعة و إستلقيت على سريري أنتظر هاري .من شدة تعبي النفسي و الجسدي غفوت ، و لم أستيقظ إلا على صوت صوفيا التي كانت تطرق باب غرفتي .
" مريم ! الأستاذ ستايلز يريدك . "
خرجت فورا لأراه دون أن أكلم صوفيا أو أنظر إليها حتى .
" هاري ، أهلا " ألقيت التحية و دعوته للدخول لكنه أبى و قال " مريم هيا بنا . أتممت إعداد كل شيء . "
" حسنا سأجلب حقائبي "
" سأنتظرك في الأسفل "

دخلت لأعدل مظهري ثم أخذت أمتعتي و عندما هممت بالخروج أوقفني صوت صوفيا المرتعش
" مريم ! لم أكن أعلم أن زين سيتصرف بتلك الحقارة ، طلب مني الصور ليعد مفاجئة لك لإصلاح صداقتكما .. أنا آسفة حقا "
" حسنا ، شكرا لك " أجبتها ببرود دون أن أنظر إليها و هممت بالخروج لكنني سمعت شهقات بكاءها و هي تردد
" حقا لم أكن أعلم بذلك و لم أكن أقصده .أنت صديقتي مريم . عاتبيني على الأقل، لا تعامليني كالغرباء "

تركت حقائبي تسقط أرضا و ركضت نحو صوفيا لأعانقها .
هي صديقتي الأولى و الوحيدة . لن أستطيع التخلي عنها بتلك السهولة . جميعنا نخطئ في النهاية .
و بعد عناق طويل ، سألت صوفيا
" هل سامحتني ؟ "
" أجل ، فعلت "
" لن ترحلي إذا ؟! "
" بلى سأفعل . إهتزت ثقتي بك و لا أستطيع مقاسمتك نفس الشقة مجددا . أحبك أنت صديقتي لكن .. أنا آسفة . علي تخطي الأمر أولا .."

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن