#مريم
صباح اليوم التالي ، إستيقظت بصعوبة .
كنت أشعر بالألم يجتاح كل جزء من بدني و أعجز عن تحريك جسدي . أرتعش من البرد رغم أنني أرى الطقس مشمسا في الخارج . و رأسي يكاد يكسره صداع فظيع .نظرت إلى الساعة و كانت الثالثة و النصف عصرا .
" يا إلهي هل نمت كل هذه الفترة ؟ " صحت بصدمة .
فزعت في البداية ثم تذكرت أن اليوم عطلة لذا إرتحت قليلا . حاولت النهوض من السرير لكنني لم أقدر .
بعد قليل سمعت رنين هاتفي الذي زاد من آلام رأسي .
وصلت إليه بصعوبة و كان زين المتصل" مرحبا زين " قلت بصوت ضعيف
" مريم أهلا ، فقط أردت أن أذكرك بموعدنا بعد ربع ساعة ، لا تتأخري "
" تبدو متشوقا للدراسة " قلت مازحة
" آه أجل متشوق كثيرا لكن ليس للدراسة " أجاب ضاحكا .
" أنا آسفة زين ، أظنني سأفسد فرحتك هذه المرة " قلت بأسف
" أنا مريضة و لا أستطيع المجيء فلنؤجل موعدنا للغد " أضفت
" أوه .. حسنا حسنا ، لا بأس ، أتمنى لك الشفاء العاجل ، إلى اللقاء "
أقفلت الخط و بقيت مستلقية في السرير .
بعد نصف ساعة تقريبا سمعت جرس الباب لا يكف عن الرنين فتحاملت على نفسي و نهضت نحوه بتثاقل .
#زين
منذ الصباح و أنا أنتظر موعدي مع مريم في الرابعة مساء .
لا أعلم لمَ تشغل تفكيري منذ أن إستيقظت .
إتصلت بها لأذكرها بموعدنا حتى لا تتأخر لكنها أخبرتني أنها مريضة .
إنقبض صدري فجأة و حاولت جاهدا تجاهل الأمر ،
حاولت أن أشغل نفسي بأي شيء لكن قلبي يؤلمني بشدة و عقلي لا يفكر سوى بها . لا شيء إستطاع تشتيت عقلي و منعه من التفكير بها ..
و لم أعرف حتى كيف وجدت نفسي أطرق باب منزلها .فتحت بعد وقت طويل و كان التعب بادٍ على وجهها . بشرتها صفراء شاحبة و تعتلي وجنتاها حمرة شديدة و عيناها دامعتان .
بدا لي منظرها ظريفا يدعو للضحك لكنني لم أضحك ، سيبدو الأمر سخيفا أن تضحك لأن أحدهم مريض ، ستظهر و كأنك شامت به حتى لو لم تكن كذلك ." هل أنت بخير ؟ جئت لأطمئن عليك " سألت بقلق
" أجل قليلا .. تفضل " أجابت و دخلت فدخلت ورائها .
كانت هذه المرة الأولى التي أدخل منزلها .
كان جميلا و مرتبا جدا ، بسيط تفوح منه رائحة اللاڤندر الشهية .
" هل أعد لك شيئا تشربه ؟ " قالت مريم .
ضغطت على كتفيها لأجلسها على الأريكة و أنا أجيب بإبتسامة
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...