﴿ الفصل 17 ﴾

18.2K 1K 33
                                    

#زين

لا أعلم ما الذي دهاني لأتحدث مع مريم عن خصوصياتي . أشعر أنني قمت بأكبر خطأ في حياتي للتو فقد تحدثت عن أشياء لم أحدث بها أحدا من قبل لشخص كنت أعتبره يوما عدوي .
" اللعنه ! اللعنه ! اللعنه ! "
قلت بغضب و أنا أضرب مقود السيارة بيدي .
لا يجب أن ترى مريم ذلك الجانب الضعيف مني ثانية أبدا فأنا لا أحب إثارة شفقة أحد .

#مريم
في غرفتي و على فراشي كنت أفكر لماذا تحدث معي بتلك الطريقة ؟ أيعقل أن زين تغير ؟
لا هذا مستحيل أمثاله لا يتغيرون ! لكن هو فعلا يتألم ! رأيت ذلك في عينيه .
يجب أن أبقى إلى جانبه لعله ينسى ألمه .. ربما أستطيع التخفيف عنه !
من المؤكد أنه حدثني عن خصوصياته لأنه كان في حاجة إلى شخص يفضفض له .
ربما كبريائه سيمنعه من التحدث معي بتلك الطريقة مرة أخرى لكنني سأكون معه كلما إحتاجني .
_

إستيقظت صباح الغد و لكنني لم أجده في المنزل .تناولت إفطاري وحيدة ثم خرجت إلى الجامعة .
هناك رأيته واقفا برفقة صوفيا و نايل .
توجهت ناحيتهم لكنه رحل عندما رآني .
أهو يتهرب مني ؟
لا لا ربما له أعمال سيقوم بها !
بدأت المحاضرة الأولى و تتالت بعدها بقية المحاضرات إلى أن إنتهى آخر درس على الساعة الثالثة عصرا .
طوال الوقت لم أستطع الإنفراد بزين لذلك قررت أن أعود إلى المنزل و أنتظره هناك .

و فعلا عدت ، تناولت غدائي و أديت صلاتي و راجعت دروسي و شاهدت التلفاز و ...
إنها العاشرة ليلا لكنه لم يعد بعد ..
لا يهم ، ربما هو برفقة بيري أو نايل و لويس ..
تعبت من إنتظاره لذلك قررت أن أخلد للنوم ..
_
صباح الغد ، لم أجده في المنزل كذلك ..
ما الذي يحصل ؟
يبدو أنه لم يعد منذ البارحة ..
لكن .. لماذا يشغل بالي إلى هذا الحد ؟
لا يجب أن أفكر فيه ثانية .أنا هنا من أجل الدراسة و ليس من أجل زين .
في الجامعة ، اليوم أيضا لم أستطع أن أتحدث إليه .كان يرحل كلما رآني أقترب .
ألهذه الدرجة هو نادم على حديثه معي ؟
أنا لم أطلب منه أن يخبرني بشيء .
قررت أنني سأتجاهله كما يتجاهلني . إن أراد الحديث ثانية سيأتي بمفرده .
عندما عدت من الجامعة قمت بتنظيف المنزل بأكمله لعلي أخرجه من تفكيري لكنه عالق هناك ..
كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحا و لازلت مستيقظة أفكر به و أنتظره و لكنه لم يعد اليوم أيضا . أين هو يا ترى ؟
ثم فجأة سمعت الباب يفتح . ذهبت ناحيته و كان زين يترنح سكرانا لا يقدر على الوقوف .
خفت في البداية لكنني إستجمعت شجاعتي و إقتربت منه ، لم يكن واعيا بشيء فأسندته على كتفي لآخذه إلى غرفته .
لم أستطع تحمل رائحة الشراب التي كانت تفوح منه .
كل قاله " تعبت .. أريد أن أنام "
أنمته على سريره ثم نزعت حذائه و سترته و غطيته لأتركه ينام كطفل صغير ..
عدت إلى سريري و لم أقدر على النوم تلك الليلة .
السابعة صباحا سمعت ضوضاء في المطبخ فعرفت أنه إستيقظ وجدته يعد القهوة .
" صباح الخير " قلت
لكنه لم يرد .
ربما مازال الشراب مؤثرا فيه ! هكذا فكرت .
لكنه جذب الكرسي الذي أمامي و جلس يشرب قهوته و لم ينظر إلي حتى ، كأني لم أكن موجودة .
هو لم يحضر لي كوب قهوة كعادته !
لماذا يتصرف هكذا ؟ بماذا أخطأت في حقه ؟
ظننت أنه محرج من أنه حدثني عن عائلته تلك الليلة و هو لا يعرف شيئا عني لذا قررت أن أحدثه عن نفسي لعله يطمئن لي ، قلت و أنا أنظر إلى يدي بتوتر و أحاول تجميع الكلمات في عقلي :

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن