#مريم
كنت نائمة حين أيقظني صوت رنين هاتفي المزعج
" مرحبا " قلت دون أن أنظر إلى المتصل
" مريم .. أيتها الحمقاء أين أنت ؟ " صرخت أختي من الجانب الآخر
جلست على السرير أفرك عيناي بكسل .
" ما هذا السؤال الغبي ؟ تعرفين أنني في إنكلترا "
" أين بالضبط في إنكلترا ؟ " سألت بنفاذ صبر
" و لمَ هذا السؤال الآن ؟ "
" زوجك أتى إلى هنا و هو يبحث عنك . أين إختفيت ؟ "
" و لماذا يبحث عني ؟ نحن تطلقنا و إنتهى كل شيء بيننا "
سألت بدهشة و كانت دهشة أختي أكبر حين قالت
" مـ.. ماذا ؟ تطلقتما ؟! منذ متى ؟ و لماذا لم تخبرينا ؟ "
" آآآ.. منذ شهرين .. ألم يخبركما زين ؟ " تلعثمت
" لا لم يخبرنا بشيء . قال أنه قد حصل بينكما شجار و أنك إختفيت فجأة .. "
" هذا غير صحيح .. أنا و زين غير مناسبين لبعضنا البعض و قد إنتهى الأمر بيننا . أخبري أمي أن تسامحني لأنني لم أستطع إعلامها بالأمر من البداية و أنني آسفة لكنني كنت مشوشة و مضطربة أما بالنسبة لزين فأخبريه أن يكف عن البحث عني لأنني قد إكتفيت منه "
" أووه أصبحت لا أفهمك مريم .. حسنا سأفعل ما تريدين لكن أين أنت ؟ "
" إنتقلت إلى جامعة أخرى في بريطانيا و أنا الآن أدرس بهدوء و أؤجر منزلا مع فتاة مسلمة و والدتها .. هذا فقط ما أستطيع إخباركما به الآن و لا تقلقا أنا بخير .. إلى اللقاء "
قلت بغضب ثم أغلقت الهاتف .
يا إلهي لماذا عاد إلى حياتي مجددا ؟
إنقضى شهران إلى الآن تمكنت فيهما من الإعتياد على الحياة دون زين .
ألا يخجل من الذهاب إلى عائلتي بعد كل ما فعله ؟
لماذا يصر على إقتحام عالمي و إفساده ؟
في كل مرة أقول فيها بأنه قد رحل ، في كل مرة أقنع نفسي بصعوبة أن زين خرج من حياتي ، في كل مرة أحاول فيها تناسيه ، أجده مجددا أمامي ، أجده يتسلل إلى حياتي و قلبي و أفكاري .
بالله عليه لماذا يهوى تعذيبي ! لماذا لا يتركني و شأني فحسب !حاولت بصعوبة إفراغ رأسي من هذه الأفكار لأنام فلدي جامعة غدا صباحا .
٭٭٭
صباح الغد ، كنت أجهز نفسي للجامعة حين نادتني والدة دانا و أخبرتني أن هناك صديقا ينتظرني في الأسفل .
صديق ؟ لا أصدقاء لدي هنا .. أيعقل أنه زين قد عرف مكاني ؟ .. يا إلهي أنا لست مستعدة لمواجهته بعد .
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...