﴿ الفصل 9 ﴾

22.4K 1.1K 75
                                    

#زين

لم أتمكن من النوم تلك الليلة بسبب تفكيري في الإنتقام من مريم.
خططت جيدا لأجعلها تندم كونها جاسوسة أرسلها أبي لتمدّه بجميع أخباري و أنا متأكد من ذلك .
سأجعلها تندم على ما فعلته ، خطتي مُحكمةٌ و ستساعدني صوفيا على تحقيقها .
لم أذهب إلى الجامعة صباح اليوم لأنني و كما قلت لم أنم طوال الليل .
منتصف النهار ، توجهت نحو مطعم الجامعة لأسأل نايل عن مكان صوفيا فأنا لا أريد الذهاب إلى شقتهما كي لا أقابل الخرقاء هناك ، ربما وجهها البريء يجعلني أغير رأيي و أتراجع عن خطتي .

دخلت المطعم و أظن أن الحظ يبتسم لي هذا اليوم إذ رأيت صوفيا هناك جالسة على إحدى الطاولات تنظر بشرود نحو نايل الذي كان منهمكا في عمله و يرمقها بنظرة مليئة بالحب بين الفينة و الأخرى فتجيبه هي بإبتسامة ملائكية من شفتيها و عينيها اللتان كانتا تشعان فرحا .
جلست أمامها و ناديتها
" صوفيا ! صوفيا ! هاي صوفي "

و لكنها لم تنتبه لي ، كأنها في عالم آخر غير الذي نعيش فيه .
ما هذا الغباء ؟
أعني من الغباء أن تشرد بكل كيانك و أنت تراقب أحدهم بينما هو مشغول عنك .
بربكم أليس غباء أن تظل محدقا في شخص ما و لا تنتبه لما يدور حولك كأنك لا ترى غيره في المكان ؟
بينما الجميع يحدقون بك متعجبين ، يضحكون و يتهامسون و أنت لا تعلم حتى .
هذا حال صوفيا الآن . لا أعتقد أنني سأصل إلى تلك الدرجة من الغباء يوما .
الأمر سخيف ! ما الشيء المميز بذاك الشخص الذي يخطف أبصارك و كل حواسك ليجعلك تحدق به دون ملل ؟ سخف و حمق لا غير !

ناديت صوفيا بصوت مرتفع هذه المرة و أنا أحرك يدي جيئة و ذهابا أمام عينيها
" صوفيا إنتبهي قليلا أرجوك "

إنتفظت فزعة كأنما أحدهم أيقظها من نومها للتو .
" آه م.. ماذا ! أوه أهلا زين ؟ منذ متى و أنت هنا ؟ لم أراك عندما أتيت ! "

" طبعا لن تريني  لأنك كنت تحدقين بنايل . غبية سيملّ منك و يبحث عن فتاة أخرى إن بقيتي تتصرفين على هذا النحو . "

" أبدا ، لن يحصل ذلك ."
أجابت بسرعة و بدت كأنها خائفة من كلامي .

" ما الذي يجعلك متأكدة من ذلك ؟ " سألت بإهتمام

" قلبي ، أنا أسعد فتاة في الدنيا عندما أكون إلى جانبه و الأتعس حين أكون بعيدة عنه ، عندما يقترب مني يراودني شعور غريب لم أشعر به سوى معه ، تحلق الفراشات في معدتي ، عقلي يعجز عن التفكير سوى به و قلبي يخفق بشدة لدرجة أنني أشعر أنه سيخرج من مكانه . عندما يقبلني بعد أن نتشاجر ، أنسى سبب شجارنا من الأساس . أشعر كأنني طير حر يحلق في السماء الواسعة عندما أكون في أحضانه و يطمئن قلبي عندما يملأ الفراغات التي بين أصابعه بأصابع يدي . لا أحد غيره يجعلني أضحك و أبكي في نفس الوقت . حياتي معه تنقلب رأسا على عقب ، أشعر بالتناقض دائما لكن الأهم بالنسبة لي هي تلك السعادة التي تملأ قلبي بجواره ، هو عالم يخصني وحدي ببساطة ... "

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن