( إلي بالصورة : ميا و مريم )
#مريم
صباح الغد ، عدنا فورا إلى أوكسفورد .
زين يتصرف و كأنه لم يقبلني ، لا يهتم و كأن الأمر عادي بالنسبة له .
لكنني رغم إظهاري للا مبالاة ، إلا أنني كنت مشوسة بعض الشيء .
الأمر الجيد أنني عدت إلى الجامعة .
إنهماكي بالدروس و المذاكرة كان يلهيني بعض الشيء عن التفكير في المشكلات .هناك أيضا ميا ، تلك الطفلة أصبحت إدمانا بالنسبة لي .
أصبح لا يمر يوم دون أن أذهب لرؤيتها .
هي كانت تحتاج لحنان أم و أنا كنت بحاجة لحب بريء .
كنت لا أبخل عليها بالحلوى و الهدايا و كل نهاية أسبوع نخرج معا للتنزه .أعود متعبة ليلا فأخلد للنوم على الفور . لم يعد لي الوقت حتى للشجار مع زين . أو بالأحرى لم أعد أراه لأتشاجر معه . كان يخرج في الصباح الباكر و يتركني نائمة و يعود متأخرا ليجدني قد نمت .
حياتنا كان يشوبها هدوء غريب لكنه كان فترة راحة من الضغط النفسي بالنسبة لي .
كانت سعادتي تتمثل في مكالمة من أمي أو أختي ، حوار مضحك مع نايل ، رحلة تسوق مع صوفيا ، حديث شيق مع ليام ، زيارة لهاري ، لعبة مع ميا أو حتى قضاء ساعات في المكتبة .
كل شيء بعيد عن زين كان يبدو جميلا .
لن أستطيع الإنكار أنني كنت أشتاق لإبتسامة منه ، حضن دافئ ، نوم هنيء على صدره ..
كنت أشتاق له حقا رغم أنه كان ينام بجانبي كل ليلة .
لكننا كنا نعيش تحت سقف واحد كغريبين لا يعرفان بعضهما البعض .لكن ليلة من ليالي فيفري ، حاولت تغيير روتيننا القاتل .
كانت ليلة عاصفة ، شديدة البرودة .
كانت الرياح تعوي بشدة و الأشجار تهتز و كأنها ستقتلع في أي لحظة .
و الأمطار تهطل بغزارة .كنت وحيدة في ذلك القصر الفخم ، أرتدي قميص نوم أسود بدون أكمام يصل إلى منتصف فخذاي ، و أربط شعري على شكل ضفيرة طويلة .
و رغم أن القصر كان مجهزا بنظام تسخين إلا أن برودة طفيفة تسللت إلى المكان .كنت أجلس أمام التلفاز حين و فجأة قطع الإرسال بسبب قوة الرياح و ساد القصر صمت رهيب .
أخذت هاتفي للإتصال بزين لأجد أن خط الهاتف و الإنترنات مقطوعين أيضا .
في تلك اللحظة و بسبب هدير الرعود المرعب ، إنتابتني قشعريرة خوف . بل كنت أرتجف خوفا .جلست على الأريكة ، أضم ركبتاي إلى صدري ، أدعو الله تارة و أنظر نحو الساعة أخرى .
الثامنة والنصف و زين لم يأتي بعد . يا إلهي ، أصبحت خائفة عليه أيضا . لماذا تأخر ؟ أيعقل أنه لن يعود إلى المنزل الليلة ؟ .. مجرد تفكيري أنه لن يعود و أنني سأقضي الليل وحدي ، جعل قلبي ينتفض خوفا .
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...