﴿ الفصل 4 ﴾

20.7K 1.2K 50
                                    

تتالت الأيام سريعا دون حدوث اي جديد يذكر.

كل يوم أستيقظ صباحا للذهاب الى الكلية و اعود مساء ، حتى نهاية الأسبوع أقضيها في الدراسة.

أتصل بأمي بشكل شبه يومي لأطمئنها على نفسي و أطمئن على احوالها.

صوفيا و نايل أصبحا صديقاي الوحيدان هنا لكنني لم أتجرأ يوما عن الحديث بشأن علاقتهما.

الأستاذ ستايلز صار قريبا مني للغاية ، كان هو مرشدي ، متفهم للغاية و هو أول شخص ألجأ اليه عندما تواجهني أية مشكلة.

لوي أصبح صديقي أيضا لكن لا أقابله دائما لأنه لا يأتي للدراسة غالبا ، خفيف الظل و أستمتع كثيرا برفقته.

بيري لا أراها إلا نادرا لكنني لا أواجه أية مشاكل معها ، نكتفي دائما بتبادل التحية و السؤال عن الأحوال.

ذات يوم بينما كنت في رواق الكلية متجهة نحو مكتب السيد ستايلز ، سمعت صوت صوفيا

" مريم إنتظري . أريدك في موضوع ما "

" ما الامر ؟ "

" نظمت الجامعة رحلة تخييم نهاية هذا الأسبوع ، سنذهب معا "

-" ماذا ؟ آسفة لكنني لا أستطيع . لم أذهب في رحلة تخييم سابقا "

" هيا أرجوك ، فلتكن هذه رحلتك الأولى ، لكل شيء مرة أولى أليس كذلك ؟ "قالت بتذمر
" أرجوك لا تكوني مملة ، هيا لنمرح قليلا "

" حسنا ، أقنعتني "

" هيا لنحزم أغراضنا ! "

" إذهبي أنت أولا . سأزور السيد ستايلز و ألحق بك "

" أصبحت تزورين الوسيم هاري كثيرا . ما الذي يحدث بينكما ها !؟ " غمزتني

" كفي عن هذه التفاهات . هو فقط يساعدني في فهم بعض الدروس "

" أوه حقا ! فقط الدروس ! سنرى بشأن ذلك. "

تجاهلتها فرحلت و هي تقهقه و واصلت أنا سيري نحو المكتب .
طرقت الباب فسمح لي هاري بالدخول و هناك وجدت معه المدير البراون و رجل خمسيني تدل ملامحه على الهيبة و الوقار و فيه شبه قليل من زين.

" آسفة ، سأعود في وقت لاحق " قلت و هممت بالخروج لكن المدير أوقفني

" لا لا لقد أتيت في وقتك . كنا سنطلبك . "

" كنا بصدد الحديث عنك. " أضاف هاري

" عني أنا ! " قلت بتعجب ممزوج بقليل من الخوف

" إذا أنت مريم! " قال الرجل

" نعم سيدي هذه أنا "

" هذا السيد مالك أكبر ممول للكلية. " قال هاري

" ياسر جواد مالك، والد زين ، هكذا يجب أن تعرف بي ستايلز " قال ضاحكا

يا الهي ما الذي يريده والد ذاك المغرور مني !
و سرعان ما أتاني الجواب

" يريد السيد مالك معرفة أسماء المتفوقين بكليتنا و قد أعجب جدا بذكائك و فطنتك . " قال براون

" و السيد ستايلز لم يقصر في الثناء عليك " أضاف السيد مالك
" أتمنى لو كان زين مثلك "

" في إعتقادي أن الله يهب كل منا صفة يتميز بها عن بقية الناس . البعض لهم وجه جميل و البعض الآخر صوت عذب و آخرون ذكاء و فطنة . و الأكيد أن زين يتميز بشيء ما لكنك لم تتمكن من إكتشافه بعد سيدي. " أجبت بهدوء

" ما شاء الله، السيد ستايلز لم يخطأ في أي كلمة قالها عنك. أعجبت بشخصيتك و طريقة تفكيرك آنستي ، حفظك الله "

" شكرا جزيلا لك سيد مالك ، سررت بمعرفتك . أستأذن الآن ، سأترككم لعملكم و أعود في وقت لاحق سيد ستايلز. إلى اللقاء "

تركتهم و إنصرفت نحو المنزل و أنا أقارن بين زين ووالده .

كيف يمكن لشخص لطيف و ذكي كالسيد مالك أن ينجب ولدا بذاك الحمق و الغباء ؟

لكنني أستغرب نفسي كثيرا، لما دافعت عن زين أمام والده ؟

و ما الشيء المميز الذي يمكن أن يملكه زين ؟

أنا لا أرى به شيئا مميزا ، ما الحماقات التي تفوهت بها !؟

لكنني حقا أفكر بتلك الطريقة ، كل منا مميز ، ماهي ميزة زين ؟
في الحقيقة لا أهتم ، كل ما أريده هو أن يظل زين بعيدا عني للأبد .

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن