تتالت الأيام سريعا دون حدوث اي جديد يذكر.
كل يوم أستيقظ صباحا للذهاب الى الكلية و اعود مساء ، حتى نهاية الأسبوع أقضيها في الدراسة.
أتصل بأمي بشكل شبه يومي لأطمئنها على نفسي و أطمئن على احوالها.
صوفيا و نايل أصبحا صديقاي الوحيدان هنا لكنني لم أتجرأ يوما عن الحديث بشأن علاقتهما.
الأستاذ ستايلز صار قريبا مني للغاية ، كان هو مرشدي ، متفهم للغاية و هو أول شخص ألجأ اليه عندما تواجهني أية مشكلة.
لوي أصبح صديقي أيضا لكن لا أقابله دائما لأنه لا يأتي للدراسة غالبا ، خفيف الظل و أستمتع كثيرا برفقته.
بيري لا أراها إلا نادرا لكنني لا أواجه أية مشاكل معها ، نكتفي دائما بتبادل التحية و السؤال عن الأحوال.
ذات يوم بينما كنت في رواق الكلية متجهة نحو مكتب السيد ستايلز ، سمعت صوت صوفيا
" مريم إنتظري . أريدك في موضوع ما "
" ما الامر ؟ "
" نظمت الجامعة رحلة تخييم نهاية هذا الأسبوع ، سنذهب معا "
-" ماذا ؟ آسفة لكنني لا أستطيع . لم أذهب في رحلة تخييم سابقا "
" هيا أرجوك ، فلتكن هذه رحلتك الأولى ، لكل شيء مرة أولى أليس كذلك ؟ "قالت بتذمر
" أرجوك لا تكوني مملة ، هيا لنمرح قليلا "" حسنا ، أقنعتني "
" هيا لنحزم أغراضنا ! "
" إذهبي أنت أولا . سأزور السيد ستايلز و ألحق بك "
" أصبحت تزورين الوسيم هاري كثيرا . ما الذي يحدث بينكما ها !؟ " غمزتني
" كفي عن هذه التفاهات . هو فقط يساعدني في فهم بعض الدروس "
" أوه حقا ! فقط الدروس ! سنرى بشأن ذلك. "
تجاهلتها فرحلت و هي تقهقه و واصلت أنا سيري نحو المكتب .
طرقت الباب فسمح لي هاري بالدخول و هناك وجدت معه المدير البراون و رجل خمسيني تدل ملامحه على الهيبة و الوقار و فيه شبه قليل من زين." آسفة ، سأعود في وقت لاحق " قلت و هممت بالخروج لكن المدير أوقفني
" لا لا لقد أتيت في وقتك . كنا سنطلبك . "
" كنا بصدد الحديث عنك. " أضاف هاري
" عني أنا ! " قلت بتعجب ممزوج بقليل من الخوف
" إذا أنت مريم! " قال الرجل
" نعم سيدي هذه أنا "
" هذا السيد مالك أكبر ممول للكلية. " قال هاري
" ياسر جواد مالك، والد زين ، هكذا يجب أن تعرف بي ستايلز " قال ضاحكا
يا الهي ما الذي يريده والد ذاك المغرور مني !
و سرعان ما أتاني الجواب" يريد السيد مالك معرفة أسماء المتفوقين بكليتنا و قد أعجب جدا بذكائك و فطنتك . " قال براون
" و السيد ستايلز لم يقصر في الثناء عليك " أضاف السيد مالك
" أتمنى لو كان زين مثلك "" في إعتقادي أن الله يهب كل منا صفة يتميز بها عن بقية الناس . البعض لهم وجه جميل و البعض الآخر صوت عذب و آخرون ذكاء و فطنة . و الأكيد أن زين يتميز بشيء ما لكنك لم تتمكن من إكتشافه بعد سيدي. " أجبت بهدوء
" ما شاء الله، السيد ستايلز لم يخطأ في أي كلمة قالها عنك. أعجبت بشخصيتك و طريقة تفكيرك آنستي ، حفظك الله "
" شكرا جزيلا لك سيد مالك ، سررت بمعرفتك . أستأذن الآن ، سأترككم لعملكم و أعود في وقت لاحق سيد ستايلز. إلى اللقاء "
تركتهم و إنصرفت نحو المنزل و أنا أقارن بين زين ووالده .
كيف يمكن لشخص لطيف و ذكي كالسيد مالك أن ينجب ولدا بذاك الحمق و الغباء ؟
لكنني أستغرب نفسي كثيرا، لما دافعت عن زين أمام والده ؟
و ما الشيء المميز الذي يمكن أن يملكه زين ؟
أنا لا أرى به شيئا مميزا ، ما الحماقات التي تفوهت بها !؟
لكنني حقا أفكر بتلك الطريقة ، كل منا مميز ، ماهي ميزة زين ؟
في الحقيقة لا أهتم ، كل ما أريده هو أن يظل زين بعيدا عني للأبد .
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...