#مريم
مضى يومان على وفاة السيد مالك .
هذه المرة الأولى التي أجلس فيها أمام المرآة منذ وفاته .
أرى فيها فتاة بشعة ، لم أرها سابقا .
الشحوب باد على وجهها ، عيناها تلفهما الهالات السوداء و قد إنطفأ بريقهما ، شفتاها باردتان جافتان ..
لا أصدق أنها أنا .
ما الذي حصل لي ؟
أبدو كوردة أذبلها الخريف و أسقط بتلاتها .
أشعر أن داخلي محطم . قلبي مهشم إلى ملايين القطع .
زين كان يتلاعب بي طوال تلك الفترة و أنا كالغبية ظننت أنه تغير و أنه بدأ يعجب بي .
لكنه قالها سابقا بمزح " أنت لست نوعي المفضل " اليوم فقط عرفت أنه لم يكن يمزح ، بل كان يعنيها حقا .
موت السيد مالك ، فتّح عيناي على عدة حقائق ، أولها أنه لا مكان لي في قلب زين و لا مكان لي في عائلة مالك .
سأنسحب منها ، لكن بعد تلقين الأحمق زين درسا لن ينساه طوال حياته .
إكتفيت من إتباع قلبي ، حتى تهشم فلم يعد لي قلب من الأساس لإتباعه . حان الوقت ليقابل الوجه الآخر لمريم .
إرتديت الأسود و وضعت بعض المكياج ثم خرجت لمقابلة المحامي الذي أخبرتني ليز بقدومه .
هناك في غرفة الجلوس ، كان زين جالسا ، بجانبه والدته و على الجانب الآخر حبيبته تلك .
لويزا و إبنتها واقفتان في المدخل .
علي و إيم جالسان على أريكة مقابلة لأريكة أخرى يجلس عليها هاري و كان المحامي جالسا على أريكة لوحده .
تقدمت نحوهم و إتجهت نحو هاري لأجلس إلى جواره .
أشار زين للمحامي بأن يبدأ .
" وفقا لوصية السيد مالك و التي تركها في حوزتي فقد أمر بتحويل كل أملاكه إلى السيدة مالك و قد ترك البعض لإبن أخيه " قال المحامي .
نمت إبتسامة نصر على وجه زين و تفاجأت أنا من الأمر .
" تفضلي سيدتي لتوقعي على إستلام أملاكك " أضاف المحامي .
وقفت السيدة مالك و تقدمت نحو المحامي .
" أنا آسف سيدتي ، لم أقصدك ، قصدت السيدة مالك الصغيرة .. السيدة مريم مالك ، هذا ما كتب في الوصية "
نظرت نحوي السيدة مالك بغضب لكنني تجاهلتها ، ملامح زين تحولت للغضب كذلك . بينما إرتسمت على وجهي إبتسامة باردة ساخرة .
تقدمت نحو المحامي و وقعت أين طلب مني .
فعل علي المثل ثم نهض المحامي ليرحل .
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...