ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(

•• وداع ••

#مريم

أن تقابل بالرفض من شخص كرست حياتك لإرضاءه و منحته أغلى ما تملك أكثر شعور مريع يمكن أن يشعر به اي أحد .

لكن كل شيء إذا زاد عن الحد ، إنقلب للضد .

و أظن أن حبي له قد زاد فعلا عن حده و علي إيقافه قبل حصول كوارث .

مر أسبوع ذلك اليوم و أصبحت حياتي مع زين مملة و باردة و لا نتحدث إلا نادرا عن أحوال الشركة و القروض التي سيأخذها من البنوك .

أعلم من عينيه و طريقته أن برودي يسبب له الإمتعاض لكنه لم يجرأ يوما على الإعتراض .

ذلك الصباح ، كان كل منا قد إرتدى ملابسه و خرج إلى حديقة القصر .

مرت ثوان قصيرة حتى أوقف السائق سيارة المرسيدس الفخمة أمامنا و قدم مفاتيحها لزين ثم إنصرف .

و رغم بروده و وجوده أمام أكثر إمرأة يكرهها في الكون ، لم ينسى زين كيف يعامل النساء بلباقة . تقدم نحو باب السيارة ليفتحه لي و يمد يده طالبا مني الركوب .

نظرت له من أعلى رأسه إلى اسفل قدميه ثم أجبت ببرود متجاهلة طلبه

" سأنتظر هاري ، يمكنك الإنصراف و سألحق بك "

" لا تجادليني و إركبي السيارة اللعينة " قال بعصبية .

برودي أصبح يستفزه كثيرا مؤخرا و هذه نقطة لصالحي .

تجاهلته و أشحت بوجهي عنه لأفاجأ به يمسك ذراعي بقوة ليضيف

" اللعنة أخبرتك أن تركبي هذه الخردة لننتهي بسرعة "

نظرت إليه ببرود متحملة الألم الذي يسببه ضغط يده على ذراعي و أجبت بضحكة ساخرة

" أتمنى فقط أن تكون جميع الخردة شبيهة لهذه السيارة .. و أظنني أمرتك ألا تلعن أمامي مجددا .. أووه زين أنت لا تتعلم أبدا .. "

ربطت بيدي الحرة على كتفه لأضيف

" إهدأ عزيزي .. أعلم أنك ستشتاق إلي لكنك ستتعود "

أظنه ذاق ذرعا من كلماتي فترك يدي بعنف ثم أنزل نظره من عيناي ليحدق برهة في آثار أصابعه الحمراء التي تركها على يدي ثم بنفاذ صبر إتجه نحو السيارة ليركبها و يغلق بابها بعنف و إنطلق بسرعة .

لم تمضي إلا دقائق قليلة حتى وقفت سيارة هاري أمامي ، ركبت إلى جانبه و إنطلقنا .

" هل أنت متأكدة مما ستفعلين ؟ " سأل هاري بإهتمام .

فكرت للحظات ثم أجبته بصورة قاطعة " لا مجال للتراجع الآن .. هل أتممت كل الإجراءات ؟ "

أومأ بنعم ثم توقف أمام ذلك البناء العتيق و نزل .

ترددت قليلا قبل النزول و أنا أنظر نحو المحكمة بمشاعر متضاربة لكن إحساس بالإنتقام لكرامتي و كبريائي الضائعين كان يسيطر علي بوحشية .