•• كبرياء ••

16.5K 1K 116
                                    

#زين

إستيقظت صباحا لأرى مريم نائمة في أحضاني .

يا إلهي ! لا أصدق أن هذا حصل ..

أنا أسعد رجل في الكون ..

لقد كانت أجمل هدية عيد ميلاد على الإطلاق ..

بعد هذه الليلة لن أفكر في الإبتعاد عنها أبدا .

إكتشفت أنني لن أكون سعيدا في البعد عنها .

أنا لم أشعر هكذا مع أي إمرأة عرفتها سابقا .

و الأهم من ذلك كله إكتشفت أنني الأول و الوحيد .. لقد كانت عذراء !

لكن ما يحيرني في الأمر ، لماذا كانت تتصرف كعاهرة لعينة طوال هذه السنة ؟

تشوش عقلي لكن ذاكرتي سرعان ما أسعفتني

" من يعلم ! ربما عندما أتأكد من أن أموالي باتت في حوزتي ، سأقدم لك جسدي كهدية صغيرة فوسامتك في النهاية لا تقاوم "

لقد قالت هذه الكلمات في اليوم الذي إتفقنا فيه على تلك الصفقة اللعينة .

أيعقل أن هذا ما حصل البارحة ؟!

يالا حمقي ! كيف صدقت أنها من الممكن أن تكون لي ؟ إنها مجرد عاهرة و عذريتها لن تغير رأيي فيها .

أبعدت جسدها عني بسرعة و كأن به نارا أحرقتني .

أخذت حماما و إرتديت ملابسي للذهاب إلى العمل .

و مجرد تذكر العمل جعلني أتذكر تلك المشكلة اللعينة التي أوقعت نفسي فيها مما زادني عصبية و زاد وجهي تجهما .

كنت أربط ربطة عنقي أمام المرآة ، شاردا فيما يجب علي فعله حينما أحسست فجأة بذراعي مريم على خصري و رأسها مسند على ظهري بينما كانت ملاءة السرير فقط تلف جسدها .

" صباح الخير " قالت بصوتها الناعس المثير .

" سأعطيك شيكا على بياض ، يمكنك أن تسجلي به أي مبلغ تريدين و إنسي ليلة البارحة كأنها لم تكن " بصقت ببرود

إبتعدت عني فجأة و كأن كهرباء إنبعثت من جسدي لصعقها .

#مريم

صباح الغد تمططت في فراشي بكسل بينما تجول في بالي ذكريات ليلة البارحة مما جعل إبتسامة كبيرة تشق وجهي .

لقد أصبحت رسميا السيدة مالك و أصبحت ملك زين إلى الأبد .

أظن أن علاقتنا ستتحسن كثيرا بعد ليلة البارحة .

رأيت زين واقفا أمام المرآة يعدل ربطة عنقه فلففت جسدي بغطاء السرير و إتجهت نحوه لأحتضنه من الخلف و ألقي عليه تحية الصباح بسعادة .

لكن ما قاله في تلك اللحظة صعقني و جعلني أغير كل حساباتي .

ماذا يعني ؟ أيظنني حقا عاهرة قضى معها ليلة سيدفع ثمنها ؟

لقد حافظت على نفسي طويلا من الجميع فقط لأكون له .

لقبني سابقا بالعاهرة لكنها المرة الأولى التي يعاملني فيها كواحدة .

" إن كان حقا يريد عاهرة فليحصل على واحدة .. أنتِ خسرت كل شيء بالفعل ، لكنك لن تجعلي زين يشعر بلذة الإنتصار ، فقط لملمي ما تبقى من كبريائك يا فتاة "

هكذا أخبرني عقلي و كان محقا تماما .

كانت ملامح الصدمة بادية على وجهي و تجمعت دموعي في مقلتاي لكنني منعتها من النزول .

أنا لا أريد شفقة زين . أنا إمرأة قوية و سأبقى كذلك .

أخذت نفسا عميقا و إستعدت رباطة جأشي ثم أطلقت ضحكة طويلة ساخرة لأقول بعدها بنفس برود زين

" أووه أنت محق سيد مالك ، لقد كنت فعلا في حاجة ماسة للمال لكن لا أستطيع أن أنكر أن ليلة البارحة كانت رائعة "

" كلهن يقلن ذلك في الصباح " تبجح ببرود و خرج من الغرفة .

هرعت إلى الحمام بسرعة لأنني على وشك الإنهيار .

كيف أحببت وغدا بهذه القساوة ؟!

نظرت في المرآة لأرى أنني على وشك البكاء لكنني سرعان ما منعت نفسي و غسلت وجهي .

يكفي بكاء مريم ! زين لا يستحق دمعة واحدة منك ..

إنتهى وقت إتباع مشاعرك بغباء و حان الوقت لتقابلي القسوة بالقسوة .

لكل فعل ردة فعل ، مماثلة له في القوة ، معاكسة له في الإتجاه .

أنت لم تدرسي الفيزياء لتعبثي بها مريم . عليك إستغلال قانون نيوتن هذا في حياتك الخاصة الآن .

سيقابل زين مريم أخرى . لكنها في الحقيقة ليست غريبة كثيرا لأنها ستكون فقط النسخة المؤنثة من زين .

نسخة قاسية ، باردة ، متلاعبة و متعجرفة ..

لا وجود لكلمة مشاعر في قاموسها .

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( حيث تعيش القصص. اكتشف الآن