#مريم
نزلت الطائرة قبل قليل في مطار لندن حيث وجدت سائقا يحمل لافتة عليها إسمي و صورة لي كما أخبرني السيد مالك.
حياني بأدب ثم إستقلينا السيارة ليوصلني إلى منزل فخم لا لا أقصد قصرا فخما ، مساحته تشمل مساحة كامل الحي الذي كنت أعيش فيه .
أخذ الحارس الذي كان يقف أمام البوابة الحديدية حقيبتي إلى الداخل بعد أن كنت قد تبعته بخطى بطيئة نحو الباب الرئيسي الذي فتح فور وصولي و كأنه تحسس خطاي بالقرب منه و أطلت منه إمرأة في الأربعين أو الخمسين من العمر شعرها على شكل كعكة و بجانبها فتاة تبدو في العشرينات شقراء ذات شعر مموج و كلاهما كانتا ترتديان لباس الخدم . إنحنيا لي فرددت التحية بإبتسامة خفيفة.
ثم بدأت المرأة قائلة :" مرحبا بك آنستي . أنا مدبرة المنزل لويزيانا و هذه إبنتي ليزلي التي ستكون خادمتك الخاصة. أوصانا الرئيس بالإعتناء بك جيدا "
لم أرد ، فقط إبتسمت لها بإماءة صغيرة من رأسي ثم دخلَت فتبعتها إلى ردهة شاسعة تتوسطها طاولة كبيرة من الخشب الأبيض لنصعد إلى الطابق الثاني الذي لم توجد به سوى غرف متعددة .
وقفت أمام إحدى الغرف و هي تشير إليها و تفتح بابها
" هذه غرفتك آنستي . أمر السيد بإعدادها خصيصا لك ، ستجدين بها كل ما تحتاجينه ، إرتاحي قليلا و ستأتيك ليزلي بطعامك بعد قليل "" شكرا " قلت بإبتسامة خفيفة ثم دخلت إلى الغرفة بعد أن رحلتا.
كانت الغرفة بيضاء واسعة يتوسطها سرير أبيض كبير لشخصين تقابله مرآة بيضاء و بجانبه خزانة بيضاء أيضا و أريكة بنفس اللون.
هل كانت الملائكة تسكن هنا ! الغرفة كلها يملأها البياض حتى باب الغرفة أبيض من الداخل رغم أنه بني من الخارج و كذلك باب الحمام أبيض .
أخذت حقيبتي و توجهت إلى الخزانة لأضع ملابسي داخلها .
و لكن عندما فتحتها توسعت عيناي و فتح فمي من الدهشة.
لو كنت أعلم أن الخزانة ستحوي كل هذه الفساتين الفاخرة لما تجرأت على معاناة حقيبتي و جلبها إلى هنا.
أغلقت الخزانة دون أن أضع شيئا بها ، أولا لأنني لم أجد مكانا أضع فيه أشيائي و ثانيا لأن ثيابي ليست بذاك الرقي الذي يسمح لي بوضعها بجانب تلك الفساتين .إتجهت نحو الحمام لأجده بكبر غرفتي السابقة . الحوض وحده كأنه حمام سباحة و الحمام أيضا يطغى عليه البياض.
أتساءل إن كانت كل الغرف بهذا الشكل أم فقط هذه الغرفة !
لكنني لم أهتم كثيرا لأنني فورا دخلت إلى الحمام و رغم المعطرات الكثيرة الموجودة به إلا أنني لن أرضى سوى بعطر اللاڤندر خاصتي.بعد خروجي من الحمام ، سمعت أحدهم يطرق الباب و كانت ليزلي قد أحضرت صينية عليها بعض الطعام .
وضعت الصينية على مائدة صغيرة بجانب السرير و هي تنظر نحو الأرض ثم إنحنت لي و همت بالإنصراف.
" إنتظري " قلت قبل ان تخرج مما جعلها تلتفت نحوي دون أن تنظر إلي و هي تقول
" أهناك شيء آخر سيدتي ؟ "
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...