#مريم
كالعادة إستيقظت صباح الإثنين لأبدأ أسبوعي الجامعي . ذهبت إلى المطبخ بعد أن عدلت مظهري و أديت صلاتي .لم آكل شيئا منذ البارحة لذا شعرت بالجوع يمزق أمعائي . ثم أنا لا أذكر أني نمت بغرفتي الليلة الفائتة !
" لا يهم "
تمتمت بعد أن طردت تلك الأفكار من رأسي و أنا أدخل المطبخ .
وجدت زين أمام الموقد يعد القهوة ." صباح الخير " قلت و أنا أجذب كرسيا و أجلس عليه
" صباح الخير ، هل نمت جيدا ؟ " قال بإبتسامة أخجلتني فأومأت برأسي بنعم دون أن أجيب .
أضاف " أعددت لك كوب قهوة معي تفضلي " ثم قدم لي الكوب و جلس أمامي .
" هل ستذهب للجامعة اليوم أم أنك لن تفعل كما في الشهر السابق ؟" سألت
" أجل سأذهب ، إنتقلت عائلتي حديثا إلى لندن لذلك إضطررت للسفر معهم "
" و هل أمورك جيدة مع والدك ؟ " سألت بتردد
" ليس كثيرا لكنها تتحسن ببطء . و آسف بشأن البارحة "
" بشأن ماذا ؟"
" لأنني صرخت بك وقت الغداء "
" لا عليك ، أنا أيضا آسفة ، كنت أعلم أنك تتضايق من وجودي حولك لكن القدر كان دائما يجمعنا خطأ . أقسم أنني لا أتتبعك و لم أرى والدك سوى مرة واحدة في مكتب هاري "
" ربما كان سوء فهم مني . لننسى الأمر على كل حال "
" كما تريد " قلت ثم أنزلت رأسي لأنظر نحو قهوتي التي لم أبدأ الشرب منها بعد .
وضعت الكوب على شفتي و بدأت أرتشف القهوة . كانت لذيذة حقا !
" تجيد إعداد القهوة " قلت بإبتسامة تملأ شفتاي
" لا أجيد سواها "
ضحك بصوت عال و هو يفرك مؤخرة رأسه بيده
" لكنك تجيدين الطبخ فعلا "
و أضاف كأنه تذكر شيئا للتو " وجدتك نائمة في المطبخ البارحة ! "
" إنتظرتك على العشاء و لكنك لم تأتي " قلت بهدوء.
" لا تفعلي ذلك ثانية ، لا تنتظريني مجددا ، أنا أتأخر دائما " قال ببرود
" أنت من حملني إلى غرفتي ؟" سألته بتردد
" و من غيري سيفعل ؟ "
أجاب بسخرية ثم تركني و خرج بينما إحمرت وجنتاي خجلا و أنا أتخيله يحملني بين ذراعيه و يضعني على سريري .
لم أتوقع يوما أنه سيجمعني منزل بزين جواد مالك !
ضحكت ببلاهة ساخرة من طريقة تفكيري ثم ذهبت لأحمل حقيبتي و خرجت.
ناديت زين ليذهب برفقتي لكنني لم أجده لأنه كان قد خرج بالفعل .
_إنتهت المحاضرة الأولى على الساعة الحادية عشر صباحا ثم أخبرتني صوفيا أنهم ألغوا المحاضرة الثانية بسبب تغيب الأستاذ لذلك ها أنا في طريق العودة إلى المنزل .
سمعت أحدهم يناديني من الخلف و كان ذلك زين .
" مريم إنتظري ! "
وصل إلي لاهثا بسبب ركضه ورائي .
" ليس لديك مفاتيح منزلي يا غبية . لماذا لم تطلبيها مني ؟ كيف ستدخلين ؟ "
" أوه نسيت ذلك . كنت سأنتظرك على اية حال "
" حسنا صنعت لك نسخة من المفاتيح ، تفضلي "
ثم أدخل يده بجيبه و مدَّني بمفتاحين .
" واحد للباب الأمامي و الآخر للخلفي ، أعلم أنك تحبين الخروج منه " قال و ضحك بخفة ثم أمسك يدي و أضاف
" هيا إلى منزلنا "
إحمرت وجنتاي ، و شعرت بنبضات غريبة في قلبي كما أنني تضايقت من إمساكه ليدي و حاولت جاهدة إقناع نفسي أنها مجرد حركات عفوية تصدر منه ، لكن ذلك لم يخفف من توتري .
أيقظني من أفكاري صوت زين الذي كان يقول مازحا
" لم أعلم أنك خجولة ، أصبحت وجنتاك تتوردان كثيرا في اليومين الأخيرين "
" أوه أصبحتا أكثر إحمرارا " أضاف و هو يضحك و يشير إلى وجنتاي .
لم أفعل شيئا سوى أنني أزداد خجلا مع كل كلمة يقولها . أنزلت رأسي و قلت : " توقف عن فعل ذلك ''
" فعل ماذا ؟ " قال ببلاهة .
" جعلي أخجل " أجبت بهدوء .
_
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Spiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...