#مريم
إستيقظت صباح الغد ، ووجدت نفسي لا أزال بملابس الأمس ..
أخذت حماما بدون أن أعطره باللاڤندر ..و غيرت ملابسي إلى ملابس داكنة ، لست سعيدة لكني غيرت عاداتي لأن أحدهم كشفها ..
ثم وقفت أمام المرآة لأرى فتاة لم أعرفها ، عيناها منتفختان من شدة البكاء و تحيطهما الهالات السوداء ، هذه المرة الأولى في حياتي التي أضع فيها الكثير و الكثير من المكياج لعلي به أستطيع إخفاء تشوهات وجهي ، لكن هل سأستطيع إخفاء تشوهات قلبي ؟
فتحت هاتفي الذي كان مغلقا من البارحة لأجد عدة إتصالات من سامي و هاري ..
من حسن حظي أنه ليس لدي محاضرات اليوم لكنني ذهبت إلى الجامعة لأرى هاري ..
***
" تفضل " قال هاري بعد أن طرقت باب مكتبه
دخلت و كان منشغلا لذا لم يرفع نظره نحوي
" صباح الخير " قلت فنظر إلي و لكنه لم يرد
" وجدت إتصالات منك بالأمس ، هل هناك شيء ما ؟ "
" البارحة لم تكوني مريضة أليس كذلك ؟ " سأل بغضب
" مريضة ! لا لست مريضة لكن ... "
" إن لم تكوني مريضة فلا عذر لك في التغيب عن دروسي مريم " قاطعني بصراخ
" خيبتي أملي فعلا " أكمل بخيبة أمل
" أنا آسفة ، لن تتكرر ثانية أعدك " قلت و قد طأطأت رأسي خجلا
" هذه المرة الأولى و ستكون الأخيرة أيضا ، يمكنك الإنصراف " قال بهدوء فخرجت من مكتبه ..
" ههه شخص آخر غاضب منك الآن ، عمل جيد مريم ، أحسنتي ! " قلت بحزن ساخر و أنا أخرج من باب الجامعة ..
لا أعرف ماذا أفعل أو إلى أين أذهب ..
وجدت نفسي أخرج من حقيبتي عنوان فندق و أعطيها لسائق سيارة الأجرة ..
بعد دقائق وجدت نفسي في ردهة فندق واسعة ..
" صباح الخير ، السيد سامي بن عبد الله أرجوك " قلت لموظفة الإستقبال
" الشقة 81 الطابق الثاني " أجابت
" شكرا " قلت بإبتسامة مصطنعة و توجهت إلى الشقة
**طرقت الباب مطولا و لم يفتح ..
هممت بالذهاب لكني سمعت قفل الباب يفتح ..
رأيت سامي عاري الصدر و يقوم بإغلاق حزام سرواله ..
وقف مصدوما من رؤيته لي دون أن ينطق بحرف واحد ..
كنت سأتكلم لكن سبقتني شقراء آتية من الداخل بملابسها الداخلية فقط ..
" هيا أيها العربي المثير ، أنا أنتظرك " قالت و هي تمسح بيديها على كتفيه ، ثم رأتني فواصلت
أنت تقرأ
ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing(
Espiritualكيف رحلت عني ؟ وكيف جرؤت أن اقصيك عني ؟ كيف لا أبالي أنك جزء مني و أني بعدك لا أكون غير بقايا إنسان أرهقه الجنـون ؟ كيف كنتُ عند الرحيل ولم أهتز وقت الوداع ؟ كيف تركتك ببساطة ترحلين و أنا أشهد رحيلك الحزين في صمت كالموت ولا أعبأ نهاية الرحيل و...