𒐐𒈫

110 12 1
                                        

نارام

سمحت لها بالدخول ثم أغلقت الباب خلفنا. أشعلت جميع الشموع عند المدخل و أنا أسألها عن سبب زيارتها لي في وقت متأخر، فأجابتني و هي تخلع رداءها: "أريد أن أبوح لك بسر.. كتمته لمدة ثلاث سنوات."

إرتبت من كلامها الغريب و ظننتها كذبت رغبة في جذب إنتباهي، و إزداد إرتيابي عندما كشفت عن الفستان الذي كانت ترتديه تحت ردائها. فستان أظهر كل محاسن جسمها.

هممت بفتح الباب من جديد و أنا أقترح عليها: "ما رأيك في العودة غدا صباحا و سنتحدث في الأمر."

لكنها ألحّت علي و هي تسحبني من ذراعي: "لم أعد أستطيع كتمان الأمر أكثر من هذا يا نارام. يجب أن نتحدث. أرجوك."

إستسلمت في النهاية و دعوتها للجلوس في غرفة الضيوف، ثم غبت عنها لبضع دقائق و أحضرت لها كأسا من الماء من المطبخ. ناولتها إياه ثم تربّعت أمامها. إنتظرتها حتى إرتشفت من الكوب قدر ما شاءت ثم سألتها: "أي سر هذا الذي أتيتي لتخبرني عنه في هذا الوقت؟"

إقتربت مني و هي تعض على شفتها المبتسمة. "قبل أن أخبرك، ما رأيك أن نقوم بشيء.." أحسست بكفها على ركبتي تدلك و تصعد إلى فخدي و هي تقول: "مختلف قليلا.."

أمسكت بمعصمها و لم أدرك أنني ضغط عليها بقبضتي إلا عندما تغيرت ملامحها من متلاعبة إلى مصدومة ثم متألمة. سحبت يدها إليها مرتين فأفلتها، ثم رمتني بنظرة منزعجة و هي تدعك رسغها. حاولت جاهدا أن أتمالك نفسي و أن أفكر مليا في كل كلمة قبل أن أنطق بها ثم نهضت و أنا أقول: "لقد تخطيتي حدودك يا إيتانا، و أرجوا أن تكفي عن ألاعيبك و تخرجي من بيتي في الحال."

إلتقطت رداءها و ارتدته في صمت و هي تهمّ بالانصراف. و قبل أن تخرج، رمقتني بنظرة خالية من كل تعبير، نظرة مبهمة لم أفهم معناها، ثم قالت متهكمة: "قبل أن أخرج من بيتك، أظن أنه يجب عليك أن تعلم أنني أعرف من سبّب فراقك و راحيل."

جفلت و أنا أحاول إستعاب معنى كلامها. "ما الذي تقصدينه؟"

ترددت لبعض الوقت قبل أن تبوح بكل شيء: "الذي فرق بينكما ساحر. صديق أدخلته إلى قلب منزلك. إيلات."

لم أصدقها. رفضت أن أصدق ما تفوهت به رغم أنه ما من سبب يدفعها لتكذب علي. لحقت بها و أنا أنادي عليها و أطلب منها أن تتمهل لحظة. "ك.. كيف.. من أين.. سمعتي ذلك؟ لن يفعل.. لا يمكن أن يفعل بي إيلات أي شيء مما قلته.."

"بل فعل."

ثم أفصحت لي بأنها قبل ثلاث سنوات، سمعته يطلب من زالين أن تساعده في فك السحر الذي ألقاه علي أنا و راحيل. لم أقل شيئا. إستمررت في إنكار إمكانية ذلك و رفضت أن أصدقها، إلا أن الأمر بدى منطقيا جدا عندما فكرت فيه. تغير إيلات منذ فراقي و راحيل، و أصبح يتفاداني و يعاملني بطريقة مختلفة، بطريقة أشعرتني بأنني أخطأت في حقه. إستنتجت أنه ندم على ما فعله بعد أن أصغيت إلى ما قصته علي الراقصة، إلا أن معاملته كانت تشير إلى عكس ذلك لسبب لم أستطع فهمه. تذكرت فجأة ليلة غضبت منه أثرا، ليلة أخبرني بأنه دفع ثمن ما فعله بي، ففشلت ساقاي في حملي و أسندت ظهري للجدار و أنا أريح كفي على رأسي.

الساحر و الراويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن