يشد وليد من قبضته ويرى الهاتف المتفكك على الأرض بغضب، ولكن غضبه لم يكن نابع مما فعلته ارجوان فكالعادة لم تثر أرجوان اهتمام وليد لدرجة ان يفكر بها أو بتصرفاتها ولو للحظة، بل ما شغل باله هو ما شاهده على التلفاز وما أثار حنقه هي الكلمات التي نطقها مايكل المذيع على الأخبار، تسقط الدموع مرة اخرى من عيني وليد، دموع اختلطت بين الجرح والحزن ولكنها مغلفة بالكامل بالقهر والغضب والاستنكار، مسح وليد دموعه فوراً والتقط هاتفه عن الأرض ثم مضى.
وفي هذه الأثناء عادت ارجوان إلى محل عمها بغضب.
أرجوان: يا له من مغرور لا يستحق العون.
العم صالح: هل اعطيته الهاتف؟
أرجوان: ألقيت الهاتف على وجهه وربما انكسر.
يندهش العم مما قالت فينفعل.
العم صالح: أرجوان! سيطالب ان نشتري له هاتف اخر ان كسرته وقد نخسر أهم زبون..ولماذا تحبين افتعال المشاكل دوما؟
أرجوان باستنكار: يستطيع ان يشتري الشركة التي تصنع الهاتف لا تقلق... لا اعرف لماذا يا عمي تحب هذا الشاب...هو من المشاهير ويرفض ان يساعدك في جلب المزيد من الزبائن ويرفض دفع المزيد من المال ويرفض ان يعلن عن محلك حتى في حسابه الانستقرام ويرفض حتى ان نلتقط صورة له ونضعها في المحل.
العم صالح يرتدي معطفه ويقترب من ارجوان.
العم صالح: هذا المحل سره الصغير ولا يريد ان يحصل احد على قصة الشعر هذه ولا على لونه وهو يبقى هنا ويتصرف على راحته لربما لا يريد ان يصبح هذا المحل جزء من عالمه الآخر الذي يجب عليه ان يبقى فيه متصنعاً.
أرجوان: طيبة قلبك وحسن ظنك في الناس مشكلتك.
تفتح ارجوان الباب ليخرج عمها فتتبعه.
العم صالح: هل ستذهبين للجامعة غداً؟
أرجوان: لا بعد غد.
•﹏••﹏••﹏••﹏••﹏••﹏••﹏••﹏••﹏••﹏••﹏•
يترجل وليد عن سيارته البيضاء أمام منزل ضخم وفخم، يتوجه نحو الباب فيبدو ان الحرس قد اعتادوا حضوره ولم يوقفوه بل قاموا بتحيته بابتسامة.
يرن وليد الجرس وبعد لحظات تفتح سوزان عارضة الأزياء الباب مرتدية بنطالاً منزياً واسعاً وقميصاً ضيقاً، تنظر إلى وليد بعينين تحملان الحب والاعتذار. وليد يحدق فيها ببرود ثم يدخل دون ان ينطق بحرف.
اثاث المنزل ذهبي اللون وملأت المزهريات والتماثيل زوايا الغرفة.
يتوجه وليد نحو غرفة الجلوس ثم يقف امام احد التماثيل ويحدق في التمثال متجنباً رؤية سوزان. سوزان تجلس على الأريكة البيضاء وتنظر إلى وليد.
وليد: مبارك عليكي وعلى ديفيد.
سوزان تتنهد.
سوزان: اخبرتك ان لم تحدد موقفك فلن أنتظر قلبك ان يعترف بحبي اخيراً.
وليد يضحك بسخرية.
وليد: وهل قلبك ينتقل من شخص لآخر بهذه السهولة؟
سوزان: ويلي لن أضيع شبابي وانا احب شخصاً كل ما يراه فيني هو المال والربح والسلطة.
أنت تقرأ
عندما أغراها الشيطان..
Teen Fictionماذا تفعل عندما يعرض عليك الشيطان المال والشهرة مقابل أن تقدم له روحك؟ الرواية تتبع قصة أرجوان التي سيغير وليد حياتها ويرشدها إلى عالم الشهرة والمال...ولكن لم تعلم أرجوان ان عواقب هذا الخيار وخيمة وستحول حياتها إلى جحيم.. نوع القصة: دراما - تشويق...