62

1.3K 85 0
                                    

ماذا حدث ؟ لماذا تطلب النجدة؟ ها هي اليوم بمالها وجاهها وجمالها...لماذا لم تجد أرجوان السعادة بعد؟ ففكر وليد، هل هي تشبهه؟ هل هي أسيرة وهم السعادة؟ هل توهم نفسها بأن المال والشهرة تسعدانها ولكن تشعر بفراغ قاتل في قلبها؟ شعر وليد بالذنب فها هو يأسرها بين أسوار منزله ليعالج قلبه بوجودها ولم يهتم بعلاج قلبها، وجود أرجوان حوله ملأ ذلك الفراغ في قلبه. لم ينطق أي منهما في السيارة بل اكتفيا في النظر إلى بعضهما البعض، كل منهما يحاور نفسه ويتصارع مع أفكاره.

دخل وليد وأرجوان المنزل ولم يتحدثا بعد ولكن يمسك وليد بذرااعها وتبدلت ملامح وجهه لتحمل الغضب والحزم.

وليد: لا أعرف ما سر تقلباتك هذه أنا أحاول وانتي لا تساعدينني ماذا سنقول للصحافة غداً؟ أرجوان ببرود: لا يهمني.

وليد: لا يهمك؟ إلى متى ستكذبين علي وعلى نفسك؟ إلى متى؟ إن لم يهمك الأمر لما كنتي واقفة الآن أمامي.

أرجوان: اتركني وشأني

وليد: دموعكِ لن تستعطفني.

تدفع أرجوان وليد بعيداَ وتصرخ.

أرجوان: ماذا تريد مني؟ فعلت كل ما تريده لا استطيع حتى التنفس دون إذن منك! والآن تحاسب قلبي على جرح أصابه؟ أنا لا اتحكم بمشاعري ايها الوغد.

يقترب وليد من أرجوان فتتراجع وترتبك.

وليد: عليك التعلم ..لديكِ الليلة فقط ابكي ونوحي واكسري المنزل لا اهتم..الليلة فقط وسأواسيكي وسأكون بجانبك واتفهمكِ ولكن غداً تعودين كالسابق وغداً لن أتفهم ضعفكِ وغداّ لن أتقبل دموعكِ الضعيفة هذه.
تتعجب أرجوان مما يقوله وليد، هل هو متحجر القلب لهذه الدرجة؟ هل يستطيع أن يضع توقيتا محدداً لمشاعره وحزنه وألمه؟ هل تحسده أم تشفق عليه بسبب هذا التحجر فيه؟ تشفق عليه لأنه ظلم نفسه وقلبه وحكم عليهما بأن لا يشعرا أم تحسده لأنه يستطيع أن يوقف ألمه وقتما شاء؟ يتركها وليد ويتجه لغرفته غاضباً. قضت أرجوان الليل وهي تنظر إلى صور قديمة تجمعها برفاقها سابقاً، لم تتعرف أرجوان على نفسها وكأنها تنظر إلى صور فتاة أخرى، حدقت ارجوان الصور التي جمعتها مع جيمي ومع جدة جيمي. بدات تدمع مرة أخرى وأجرت مكالمة هاتفية دون أن تفكر. يجيب جيمي فوراً ولكن لم يتعرف بصاحب الرقم.

جيمي: ألو

أروجوان لا تجيب.

جيمي: من معي؟

صوت أرجوان أجش بسبب جفاف حلقها وكثرة بكائها: جيمي.

جيمي لا يجيب للحظات ولكن لا ينهي المكالمة.

أرجوان: أنا آسفة حقاً. جيمي يشعر بالألم في صوتها: جوانا؟

عندما أغراها الشيطان..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن