جلست أرجوان على الرصيف وهي تشهق من البكاء وتشعر ببرد الليل القارص، لا تعلم إن كانت ترجف بسبب برودة الليل أم بسبب برودة الحقيقة التي لم تتقبلها أرجوان، حقيقتها وحقيقة شخصيتها، جيمي الشخص الذي كان من أقرب المقربين إليها، الشخص الذي ساندها عند وفاة عمها، وجديْه اللذين وفرا لها السكن عندما احتاجت إلى سقف يحميها من أمطار الشتاء، كيف استطاعت أن تمحيهم من ذاكرتها، أم هل وليد قام بمحيهم من ذاكرتها؟ كيف استطاعت أن تعيش أياماً وأشهر دون حتى أن تتذكرهم. ماتت جدة جيمي ولم تساند أرجوان جيمي كما فعل هو عندما فقدت أعز ما تملك. هل ماتت أرجوان القديمة مع موت عمي؟ سألت أرجوان نفسها وهي تبكي، لم تهتم للمصورين الذين لم يتوقفوا عن التربص حولها. شعرت أرجوان بدفء مفاجئ، رفعت ناظريها لترى وليد وقد غطاها بمعطفه.
وليد: لنذهب. قالها دون أي انفعال، يصوّر المصورون وليد وهو يقف أمام أرجوان ويساعدها على النهوض والمشي، حالما بدآ بالمشي هجم عليهما المصورون وانهالوا عليهما بالأسئلة. "جوانا هل انتي متعبة؟" "هل تحتاجين لمساعدة؟" "هل انفصالك أثر بك لهذه الدرجة؟" "هل انتي بخير؟" "ويلي هل هي بخير؟" لا يهتم المصورون بحال أرجوان ولكن انهالوا عليها بأسئلة تبدو لطيفة ولكنها مبطنة كل ما أرادوه هو أن تنهار أكثر أمام عدسات الكاميرا، أن تعترف بأمر ما، أن يلتقطوا علامات السكر ان كانت سكيرة أو علامات الانتشاء إذا تعاطت المخدرات في الحفل، لم يهتموا لحالها بل اهتموا بالقصة وراء حالها، حاول وليد ابعاد المصورين عن أرجوان واتجهوا لسيارتهما فوراً. توقفت أرجوان عن البكاء في السيارة ولكن لم تتوقف عن التفكير، التفكير ومراجعة جميع قراراتها، بدأ عقلها يستحوذ عليها مجدداً، ربما لهذا السبب تغيرت..لقد حاولت أرجوان اسكات عقلها الذي يهمس لها بأفكار سوداوية ويذكرها بماضيها وبوحدتها، حاولت اسكات عقلها بالحفلات والحقائب الجديدة والمال والمشاجرات مع وليد. نظرت أرجوان إلى وليد وكأنها أدركت أمراً ما، لقد أحبت هذه المعاملة السيئة، جزء منحرف مريض منها أحب اهانة وليد لها والمشاجرات بينها وبين وليد فكان وليد يلغي وجود عقل أرجوان، كان يلغي وجود شخصيتها فيتحكم بها بالكامل ورغم تمرد أرجوان بين الحين واللآخر إلى أنها تعود إليه، فوليد يلهيها، يلهيها عن ذكريات عمها صالح، ويلهيها عن تفكيرها بوالديها الذين فقدتهما أيضاً، يلهيها عن عائلتها التي رفضت مساعدتها بعد موت والديها والتي لم تسأل عنها عند موت العم صالح. تعجب وليد من نظرات أرجوان له وتعجب مما رأى في عينيها.
أنت تقرأ
عندما أغراها الشيطان..
Teen Fictionماذا تفعل عندما يعرض عليك الشيطان المال والشهرة مقابل أن تقدم له روحك؟ الرواية تتبع قصة أرجوان التي سيغير وليد حياتها ويرشدها إلى عالم الشهرة والمال...ولكن لم تعلم أرجوان ان عواقب هذا الخيار وخيمة وستحول حياتها إلى جحيم.. نوع القصة: دراما - تشويق...