رؤية وليد أعادت ذكريات سعيدة مغلفة بالمرارة والاشتياق والحزن، فأبقاها هذا اللقاء في حالة ما بين الوعي واللاوعي لبقية اليوم، جيمي وجو ولوكي هم من بين الأشخاص الذين حاولوا قدر المستطاع الاعتناء بأرجوان ومساعدتها على تخطي هذه المحنة، تسكن أرجوان حالياً في منزل جدة وجد جيمي بينما يسكن جيمي في السكن الجامعي، وتدفع أرجوان لهما ايجاراً شهرياً وكانت هذه الوسيلة الوحيدة لتقبل أرجوان السكن معهما والشعور بالارتياح في منزلهما. يزور جيمي المنزل بين الحين والآخر ولكن كثرت زياراته بوجود أرجوان. قررت أرجوان ايضاً ترك الجامعة حالياً بسبب حالتها النفسية والعبء المادي ولم تستطع مواجهة زملاء الجامعة والعودة الى حياتها الطبيعية بعد أن فقدت جزءاً كبيراً منها، تشعر أرجوان بالضياع ولم تكن الشهور الأربعة كافية حتى لتتخطى تلك الليلة، شعرت أرجوان بأن الألم في قلبها لن يزول ابداً وما عليها فعله هو التظاهر بأنها بخير ومحاولة النسيان أحياناً لأجل الآخرين فقط. يبعد منزل الجدين ثلاثين دقيقة عن العمل، تعود أرجوان إلى المنزل لتجد طاولة العشاء قد تجهزت كالعادة، الجد توم والجدة ايميليا ينتظرانها على الطاولة ولم يلمسا الطعام.
الجد توم: تأخرتي يا ابنتي.
أرجوان: فاتني الباص الأول...ابدآ سأذهب لأغير وأعود.
يبتسم الجدان ولكن كالعادة يتنهدان فور مغادرتها للمكان.
الجدة ايميليا: تنحف كل يوم اكثر فأكثر...تبدو الآن مريضة جداً.
الجد توم: من الصعب تجاوز محنة كمحنتها.
الجدة: ليتها لو تأكل جيداً على الأقل.
تختار أرجوان الاستحمام لتبقى تحت الماء الساخن لمدة طويلة وهي تحدق في قطرات الماء، تتساءل لو ان هذه القطرات تحولت إلى بركة وماذا لو غرقت في تلك البركة؟ لتترك هذا العالم وتنضم لعمها ووالدها ووالدتها؟ ما المغزى في بقائها هنا؟ ماذا عليها ان تفعل؟ ولمن يجب ان تعيش فلا تملك احداً في هذه الدنيا؟ وقبل أن تغرق أكثر في افكارها السوداوية، تخرج أرجوان من حوض الاستحمام وتضرب نفسها وهي تبكي.
أرجوان: توقفي توقفي توقفي.
لم ترد أرجوان الاستسلام وهي تعلم بأن عمها كره المستسلمين ولم يربها لتصبح واحدة منهم، تخرج أرجوان من الحمام فوراً، ثم تتجه نحو احدى الأدراج وتفتحها لتجد رسالة، الرسالة التي تركها عمها، تحضن الرسالة وتستلقي على السرير متجاهلة طبق الطعام الموضوع على الطاولة بجانب السرير.
في اليوم التالي..كالروتين المعتاد..تحمل أرجوان طبق العشاء الغير مأكول وتضعه في المطبخ، تأكل رغيف خبز وتشرب الماء ثم تخرج للعمل ولكن يفاجؤها وقوف جيمي امام مدخل المنزل وبيده باقة ورد.
جيمي: عيد ميلاد جدتي...سنخرج جميعاً..تحدثت مع لوكي لن تذهبي للعمل.
أرجوان تتسمر في مكانها، يمسح جيمي خدها بيده.
جيمي: لنتشارك هذا اليوم السعيد.
أنت تقرأ
عندما أغراها الشيطان..
Teen Fictionماذا تفعل عندما يعرض عليك الشيطان المال والشهرة مقابل أن تقدم له روحك؟ الرواية تتبع قصة أرجوان التي سيغير وليد حياتها ويرشدها إلى عالم الشهرة والمال...ولكن لم تعلم أرجوان ان عواقب هذا الخيار وخيمة وستحول حياتها إلى جحيم.. نوع القصة: دراما - تشويق...
