3

15.5K 827 159
                                    

نيرڤي pov

دافئ..!
شيء دافئ كان يحيط بي، شيء دافئ وناعم للغاية..وقد شعرت به يلامس جسدي برفق، وخفة.

إبتسمت وأنا أحرك أصابعي كي أمسك بالفراء الذي يغطيني بالكامل وأشده بأصابعي..
أمسده ملمسه الخشن قليلاً وأبتسم عندما تغوص يدي في كثافته الغير مألوفة..
تغضن حاجباي بحيرة عندما شعرت بأنفاس دافئة تسقط علي عنقي..
وفور شعوري بذلك، إستطعت الإحساس بضغط خفيف علي صدري..
الأمر الذي جعلني اوقف حركة وأسكن قليلاً ومن ثم شعرت بقشعريرة مفاجئة عندما شيء رطب لمس عنقي..

حاولت ان أضع بعض الشجاعة في قلبي قبل ان افتح عيناي ولكن كل الشجاعة التي جمعتها طارت من النافذة عندما نظرت الي الشيء الذي كان يستلقي فوقي..
" إنه ذئب..!" همست لنفسي بعدم تصديق..! لقد كان ذئباً لعيناً!!
هذا..! هذا..! انا لم أكن أملك الكلمات لأصف ما أشعر به ولكن ما صدمني أكثر هو الطريقة التي كان يحتضن بها الذئب جسدي..
كان يغطيني تماماً وانفاسه كانت في عنقي تزفر ببطء..

وتلمسني في بعض الأحيان!!!

للحظات شعرت بالبرد  ينتشر في أطرافي التي يغطيها الفرو، وبعدها شعرت بدموعي تنزل من عيناي من غير اي تحكم! لقد كنت خائفة!! ولابد ان الذئب أدرك ذلك لأنه رفع رأسه ونظر ناحيتي..!
وفور ان فعل ذلك وتماما قبل ان ينظر الي عيناي، انا أغلقتهما بعنف.!
انا لم أكن سأسمح له بأن يرى ذلك الضعف!ان حدث وفعل ذلك فسيلتهمني بلا شك!!
من أخدع فهو سيلتهمني علي أي حال..!

ابتلعت ريقي وانا ارتجف وأهتز بشكل مثير للشفقة، دموعي كانت تنزل من غير صوت، ومع ذلك الأنين كان يملأ صدري تماماً.
وفجأة شعرت بالذئب ينهض عني، ومع اني لم أسمع حركته ولكني شعرت بأنه قد غادر الغرفة..

انتظرت لمدة طويلة حتى شعرت بالفعل بأنه قد غادر ثم ومع تردد كبير فتحت عيناي وبحثت عن الذئب في كل زاوية من الغرفة المهترئة والقديمة، وتأكدت بأنه غادر قبل ان ارفع جسدي وانظر حولي بتمعن هذه المرة..!
الستائر قديمة، وجدران الغرفة تكاد تتآكل، حتي ان خشب الأرضية قديم ويصدر صريراً عند الحركة ومع الإضاءة الخافتة كنت في موقع مثالي لفيلم رعب!

" يا الهي اين انا؟! وماذا حدث حتي آتي الي هنا؟" تساءلت وانا انهض من الأرض بترنح، الأرض كانت تدور من حولي بشدة، وكنت علي وشك ان أقع عندما مسألة صاعقة خطرت علي بالي " اين هو جايكوب بحق خالق السماوات ؟!"

خفق قلبي بعنف لفكرة انه قد قتل؟  وقبل ان ادرك كنت أضرب الباب المغلق بقوة واصرخ بحدة" اخرجوووني.. "  الخوف والإضطراب الذي امتزج مع صوتي جعلني أشعر بخوف أكثر لسماع الصدى من حولي..

الرابطة الأبدية 'The Eternal Bond' حيث تعيش القصص. اكتشف الآن