7

13.5K 846 67
                                    

ميا pov

"لقد تعرفت الي رفيقتك..!" قالت والدتي بصوت عميق ،وشعرت بها تبتسم تحت قناع السعادة المزيّف الذي ترتديه، لذا علمت علي الفور بأنها تكذب.
لطالما فعلت ذلك أمام ألفا جايكوب والذي هو لسخرية القدر يكون أخي غير الشقيق من والدي.
"حقاً..!! وكيف فعلتِ ذلك..إيزابيلا؟!!!" سأل جايكوب بصوت ساخر وعلمت بأن معركة ما ستنشأ بينهما كما هي العادة..لذا وبهدوء نهضت من الكرسي الذي كان مقابلاً لوالدتي ،حيث ان جايكوب لم يكن قادراً علي رؤيتي من موقعي هذا..ليس وكأنني مهمة له للغاية حتى لا يهين والدتي أمامي.
في الحقيقة هو يفعل ذلك بكل الطرق.
في كل ثانية من حياتي يذكرني بانني إبنتها وأنني من طينتها الفاسقة نفسها بحيث انني الان مكروهة من قبله ومن القطيع الذي يحبه بشدة.
زفرت حين مررت بقربه في طريق الخروج ،وإكتسب نظرة جانبية من عيناه السودواتان المخيفتان قبل ان أسمع والدتي تقول " فعلاً لن تصدق كمية التعب التي تلزم للعثور علي لونا مثالية من أجل القطيع..وبما أن هذه هي مهمت-"

"لم يطلب منك أحد التدخل في شؤوني إيزابيلا.." قاطعها جايكوب بتهديد قبل ان أختفي خلف الرواق وانا اقلّب عيناي بإنزعاج. ولسوء الحظ رمقتني إحدى الأوميغا قبل ان تسألني ببرود قائلة " هل أستطيع مساعدتك بخصوص أي شيء.. آنسة ميا.. "
الإمتعاض كان مرسوما علي وجهها حرفيا ما جعلني أنفي برأسي واتوجه الي غرفتي رأساً..
بسبب كل الاشياء السيئة التي ترتكبها أمي،وبسبب الشخصية الأنانية التي تمثلها يرفض جميع من في القطيع التعامل معي بطبيعية وأولهم هو ألفا جايكوب ستيفانوس بنفسه..
يتجاهل وجودي عندما يريد ذلك،وفي لحظات أخري يرهقني بالأعمال والتدريبات ،وكأنه لا يتشارك معي نصف رابط الدم..!!
أنا شقيقته حقاً..ولي بالطبع كل الحق في أن تتم معاملتي كفرد حقيقي من القطيع،ولكن ذلك الحق قد تم دفنه تحت طبقات من الكراهية الشديدة والحقد الذي أكاد أتنفسه في كل شبر من أرض المجموعة..
دخلت الي غرفتي قبل ان أغلق الباب وأخلع الفستان الوردي الذي كنت أرتديه كي أرميه علي الأرض.
فتحت خزانتي وعيناي تجولت علي الثياب المرتبة بأناقة،ولأن الوقت قد تأخر فقد إخترت شورت قصير وتي شيرت باللون الأسود..ومن ثم عقدت شعري في ذيل حصان وفوق كل ذلك إرتديت بلوڤر داكن..
كل هذا كان للتمويه طبعاً!!!.
زفرت نفسا عميقاً قبل ان أفتح النافذة وأقفز بهدوء الي الشجرة بقرب نافذتي،ومن ثم بنفس الهدوء قفزت الي الأرض ومن ثم بدأت بالركض بعيداً عن مركز القطيع..
كما هو معلوم للجميع طبعاً،النهار للكل والليل لأصحاب القلوب الضعيفة.
لذا انا أخرج كل فترة وفترة لأستنشق بعض الهواء..وأكثر ما يخرجني هو الشجار الذي يحصل بين أمي وأخي والذي كما العادة يكون ضحيّته هو أنا..ومن كلا الجهتين..
فأمي تتولي دائما مهمة تسميمي بكلماتها اللاذعة عن كوني فتاة لعينة ليست منها اي فائدة،وعن حقيقة انه لم يكن هناك اي داعٍ من وجودي في المقام الأول..
اما أخي الحبيب جايكوب فهو يرمقني بتلك النظرات ،تلك النظرات التي تعني بوضوح انه يمقت تماماً فكرة كوننا نستنشق الهواء ذاته ناهيك عن كوننا شقيقان.. ذاك، وإما ان يدرّبني بأقسي الطرق وأكثرها تعذيباً.
لذا عندما يبدأ كلاهما بذلك الهراء أعثر لنفسي علي مكان هادئ لحين انتهاء العاصفة..
سرت علي طول حزام المنازل وانا أخفي وجهي بقبعة البلوفر خاصتي واتحاشى النظر الي وجه اي شخص كان.. مع انه لم يكن هناك الكثير من الأشخاص بسبب أمي طبعاً.. فهي تكره الازعاج في منتصف الليل لذا يخلد الجميع الي منازلهم منذ الساعة التاسعة.. ولكني حاذرت في النظر الي وجه أي شخص بينما أخرج من المنطقة السكنية وأسير في المساحة الشاسعة للقطيع..
تنشقت بعمق بينما أسير وأبتعد أكثر عن المنزل.
كان ذلك كالمسكن الذي يجعل أعصابي هادئة ويجعل كل المصائب التي تملأ حياتي تبدو تافهة جداً.
ولكن مع كل ذلك لازلت شاكرة لوجودي علي الأقل بين قطيع ومع عائلة، فهناك الكثيرون ممن لا يملكون ذلك.. كالروج مثلاً.. ومع أنني كنت سأحب حياتي أكثر إذا كنت مجرد ذئبة عادية إلا أنه ليس لدي يد في ذلك بالطبع..
لذا.. زفرت مجددا وانا أنظر الي الأمام.. وجدت انني تقريبا كدت أصل الي الحدود..، ولا ليس الأمر عائداً الي أن حدود قطيع ديموس صغيرة..قطعاً لا،ولكن هناك بعض المنازل المهجورة التي تُعد بمثابة حدود أولية..وذلك لأن القطيع قد وسع منطقة انتشاره من كل الجهات، ومعظم الأفراد قد تركوا منازلهم وتوسعوا في مناطق أخرى.
لذا وبطبيعة الحال فإن هناك العديد من المنازل المهجورة، ولكن النادر منها هو فقط من يمكن الدخول اليه لأن أغلبها بحال سيئة.
توقفت أمام العديد من المنازل أحدق فيها قبل ان أشعر فجأة بتأهب ذئبتي في عقلي ،وبعد ثانية إشتممت رائحة جايكوب الواضحة في الهواء..
تشتت كل تفكيري وقفز قلبي بعنف' هل جاء من أجلنا؟!!' تسائلت ذئبتي شيري ولكنني نفيت بسرعة قبل ان أركض وأختبئ خلف أحد المنازل..
محاولة ضعيفة؟!! انا أعلم ذلك بالفعل ،ومع علمي التام بأن جايكوب يستطيع العثور علي حتي مع إغماضه لعينيه ولكنني إختبأت..
أظن انه غاضب ويبحث عن شخص ما كي ينفس فيه غضبه..!
نظرت من جانب المنزل الذي أختبأت خلفه ،ورأيت جسد أخي وهو يسير بسرعة وسط أكوام الركام والمنازل المهجورة.
كان يسير بسرعة وبخط مستقيم ،حتى انه لم يلتفت كي ينظر الي جانبي او الي الجهة التي أختبئ خلفها..
وكأنه لم يكن يقصدني او يبحث عني..!!
'ما به؟' سألت شيري ببعض القلق..
لقد كان جايكوب غاضبا بالطبع،إستطعت ان أشتم رائحة فيرموناته الغاضبة مع الهواء الذي يصلني..ولأول مرة هو يتجاهل وجودي الذي قد يكون كيس ملاكمة يفرغ فيه كل هذه السلبية ويتجه الي احد المنازل المهجورة..
هل سيحطمه يا ترى.!!
ابتعدت أكثر عن المنزل حيث لازلت أختبئ ونظرت الي الجهة التي يسير إليها..
بهدوء تبعته،وسرت أسرع عندما رأيته وهو يدخل الي داخل المنزل متهالك ويغلق خلفه الباب..
ألهذه الدرجة هو مشتت لدرجة انه لم يستطع ملاحظتي؟
ما الذي يخفيه هناك يا ترى..؟
'ألا يجدر بنا العودة ميا..واثقة ان جايكوب سيغضب منا وسيجعل التدريب عذاباً جهنمياً هذه المرة..' رددت شيري بإلحاح في عقلي جعلني أشعر برغبة في إغلاق رابطنا،ولكني لم أفعل بل طلبت منها ان تهدأ بينما انا أسير بسرعة وهدوء الي المنزل المعني..
كلما إقتربت كنت أستشعر رائحة جديدة،ومع كل خطوة كنت أخطوها كانت تلك الرائحة تزداد..وشعوري بالخطر يزداد أيضاً..!
تلك الرائحة كانت مألوفة وغريبة في الوقت نفسه ،وقد علمت عندما كدت ألتصق مع الباب أنه أيا يكن صاحب هذه الرائحة فهو أولاً ليس مستذئباً،وثانياً هو لم ينتمي لهذا القطيع،أو لأي قطيع آخر أعرفه او زرته..وصدقوني عندما أقول أن القطعان التي زرتها كثيرة للغاية،والفضل في هذا يعود لأمي بالطبع..!
'بشر..'صاحت شيري في رعب..بينما أستنشق الرائحة داخلي وخياشيمي تمتلأ بها الي حد الغرق..
لقد كان هناك بشر في القطيع!!
'انتي واثقة؟' سألت بهدوء وانا أحاول الا أفزع..
لقد كان هناك بشر في القطيع..وجايكوب قد سار إليهم بقدميه..ووحده!؟
لالا، توقفت واستنشقت بشكل أعمق.. كان هناك خيط صغير من رائحة البيتا تنبعث في الهواء، لذا لابد انه هنا هو أيضاً.
ولكن ما الذي يريدونه من البشر؟..
المعروف للجميع بأن هذه الكائنات متعطشة للدماء أكثر من غيرها،أليسوا هم نفسهم الذين ينحدر منهم الهانترز؟!!
'سأدخل..' قلت لشيري بينما أبتلع بقلق..
حضور جايكوب الي هنا وحده يؤكد انه لم يكن يريد لأي أحد ان يعلم بهذا الخصوص..ولكن إذا حدث وتمت مهاجمته فإن المساعدة ستكون بعيدة، وانا لحسن الحظ أمثل دعما جيداً لهما..وكوني مدرّبة علي القتال جيداً وتحت كل الظروف سيكون مفيداً، ناهيك عن ان من دربني هو جايكوب بنفسه..لذا هناك ضمانة.
عددت حتي ثلاثة قبل ان اندفع الي داخل المنزل بسرعة كالصاعقة ، وعلي الفور سمحت لأنفي بإلتقاط الرائحة القوية لأخي والتي أوصلتني لغرفة في أعلي السلالم.
الباب كان مفتوحا لذا دفعته ودخلت ولكنني فوجئت تماماً بقبضة قاسية تلتف حول عنقي بقوة تزامناً مع صراخ حاد جعلني صمّاء لثوان..
وبين محاولاتي للتنفس سمعت صوت جايكوب يسألني بنبرة غاضبة " ما الذي تفعلينه هنا..!؟؟"
أنفاسي انقطعت ومحاولاتي للإجابة قد ضاعت هباء عندما ضغط جايكوب بشكل أقسى وهو يسألني بنفس نبرة غضبه "هل أرسلتك إيزابيلا؟ هل هي السبب في لحاقك بي؟" حاولت ان أنفي برأسي ولكنه شدد يده أكثر، وللحظة شعرت بأنه يود ان يفصل عنقي عن جسدي..
ما الذي قالته له إيزابيلا حتي يغضب لهذه الدرجة؟
"توقف واللعنة عن إيذاء الجميع من حولك.."صرخ صوت أنثوي في وسطنا بقوة وشعرت مجددا بأذناي تكادان تنفجران بسبب ذلك.. ولكن ما فجر عقلي بالداخل هو حقيقة أن اخي..جايكوب ستيفانوس، ألفا قطيع ديموس الذي لا يرحم قد استجاب لصاحبة هذا الصوت ،وأبعد يده عن عنقي..
سقطت أرضا وبدأت التقط أنفاسي بشكل جنوني حينما شعرت بجسد ما يقترب مني ويضمني ناحيته بإحكام" إنها مجرد طفلة..!! كيف تفعل بها هذا أيها المجنون..؟!!" تحدثت الفتاة مجدداً ويداها تشتدان حول كتفاي بقوة وتضغطانني مع قفصها الصدري..لدرجة ان رائحتها قد تغلغلت من حولي..
ومع أني لا أزال مصعوقة مما حدث قبل ثوان الا انني شهدت علي الفور التغير في الجو من حولي، مع انه وعلي ما يبدو فإن الفتاة لم تعرف الي الان متى تصمت لأنها همست تحت انفاسها بصوت واضح "كاذب مجنون.."
وهنا انا شعرت بذلك..لقد كانت خاتمتنا تقترب وأحسست بذلك في كل عظمة من جسدي..
انها فقط اللحظات الأخيرة قبل ان نفارق الحياة..
" انا أعتذر.." قال جايكوب بصوت هادئ جعلني أكذب كل الواقع الذي حولي..
لم يكن أخي هو الشخص الذي يعتذر..لا لم يكن هو كذلك..!!
"من الأفضل ان تعتذر لها..وليس لي!! لم أكن انا هو الشخص الذي كدت تقتله قبل قليل؟!." كانت الفتاة تصرخ بينما صوتها يصلني كأزيز ثقيل بسبب صدرها الملتصق بأذني..وتساءلت ان كنت لا أزال في قبضة أخي وبدأت أهيم ولكني نفيت ذلك عندما قال جايكوب ببرود " ميا.. عودي الي-"
"هي لن تتحرك من هنا قطعاً" قاطعته المرأة ويداها إشتدتا حولي لدرجة انني كنت سأختنق من يداها هي وليس قبضة أخي..
"نيرڤي..!!" قال أخي بتحذير ولكن الفتاة المدعوة بنيرڤي تجاهلته وهي ترفع وجهي كي تنظر الي بتمعن..وللتو فقط ،قابلت أجمل زوج من الأعين الخضراء والتي كانت ممزوجة بالعسل النقي، وجهها كان جميلاً حتي مع تعبير القلق الذي ملأ نظرتها، كانت قلقة لدرجة اللمس، ويدها امتدت كي تلمس عنقي وتحرك يدها عليه بلطف..
"أتمني انك لا تتألمين..؟!" سألتني بهدوء ويدها تفرك في تلك المنطقة، قبل ان ترفع عينيها القلقتين نحوي وانا إبتلعت لذلك قبل ان أنظر الي جايكوب الذي ضيّق عينيه في وجهي..
وبلطف مماثل مددت يدي وانتزعت خاصتها من عنقي قبل ان أنهض من الأرض.
هي الأخرى وقفت ونظرت لي بإستفهام، تبدل عينيها بيني وبين جايكوب الذي أمر سيزار قائلاً " خذها الي الخارج.."
أطاع سيزار، وفوراً شعرت بقبضته تلتف حول رسغي وتخرجني من الغرفة..وحتى مع كوني لم أرد أبدا ان افوت النظر الي نيرڤي الا انني لم أستطع ان ارفع عيناي تجاهها حتي لا أتلقي نظرة أخري من أخي..وعقابا آخر منه..!
" ما اللعنة التي ورطت بها نفسك؟" سمعت سيزار يقول بهمس ولعنت نفسي وغبائي وكل شيء فعلته قد تسبب في جلبي الي هنا،ولكني نفيت ذلك بسرعة عندما تذكرت تلك البشرية الغريبة..
انا لن أندم أبدا علي رؤيتي لها..!!
.........

رجعنا بعد دهر يا الله 😢😴💔💔

اشتقنا والله يا قايز والبارت ان شاء الله يعجبكم ويكون علي قدر التوقعات 😐❤🤝

ميا 😭💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜

بنتي وصغيرتي ميا في😭💜💜💜💜

المهم..أهم شي تخلوا التعليقات،بحب أشوف ردات فعلكم علي البارت وتفاعلكم معاه..

سي يو..ووعد ان شاء الله راح حاول ما إتأخر في البارت اللي جاي..

وكمان راح نرجع لرفيقة الهجين 3 ما نسيتها والله 😂😹😹💔

أشوفكم بخير ان شاء الله،وتصبحون بعافية 😘❤❤❤❤

الرابطة الأبدية 'The Eternal Bond' حيث تعيش القصص. اكتشف الآن