25 (١)

9.6K 715 57
                                    

نيرڤي pov

الساعة علي الجدار تخطت الثانية عشرة ليلاً حينما نزلت من فراشي وتوجهت الي باب الغرفة..
وبهدوء فتحت الباب قبل ان أغادر علي أطراف أقدامي وأسير الي حيث كانت غرفة ميا..!!

الذنب كان ينهش صدري بقسوة، ولم استطع ان اغمض عيناي للنوم بينما  تفكيري كان في الفتاة التي عانت بسببي.. وبقدر ما كرهت انني لا أستطيع مقابلتها إلا انني أملت فقط ان اتمكن من الإعتذار لها..
حتي وان رفضت ان تقابلني فلا مشكلة.. كل ما أردته هو انطق لها بالكلمتين حتي يخف الالم قليلاً..

يعلم الله انني لم أقصد لها أي سوء، ومنذ اللحظة التي التقيت بها هنا حتى احببتها بصدق.. الا ان كل الأحداث تجري بشكل معاكس لما أريده..

سرت بسرعة عندما مررت بغرفة إيزابيلا قبل ان اتخطاها للوصول الي غرفة الإبنة الصغرى لعائلة ستيفانوس..
وعندما وقفت أمام الباب المغلق نظرت الي خط النور الذي كان يمر من الأسفل..

لقد كانت مستيقظة!! او هكذا إعتقدت حتي علي الرغم من انعدام اي صوت خلف الباب..

اغمضت عيناي وسحبت نفسا عميقاً لرئتاي قبل ان أحاول النطق بأي شيء..! وعندما فتحت فمي لم يخرج شيء!!!

ولا حتي حرف واحد غادر شفتاي، انفاسي علقت في حنجرتي مما منع اي شيء من الخروج.
"غبية... فتاة غبية!!" كررت داخلى بحدة قبل ان اغطي فمي وأدور امام الغرفة لتهيئة الشعور.. وهذه المرة،  عزمت علي التحدث حتي لو عنى الأمر ان أصرخ بملء انفاسي..!
"أنا اسفة..ميا! علي كل ما سببته" قلت لمرتين قبل ان أقف امام الباب مجدداً..
ومجدداً سحبت نفساً أعمق قبل ان افتح فمي "..........."

قبل ان انطق بأي كلمة كان الباب قد فُتح..وأمامي وقفت ميا بأعينها المنتفخة والمحمرة بسبب البكاء..
قلبي انقبض علي منظرها بشدة ومنعت نفسي من السعال علي ذلك..!

"أن-أنا...." بدأت بمحاولة ركيكة ومترددة  قبل ان أشعر بهيئة ميا تندفع في جسدي وترتطم بي بعنف بينما يداها التفتا حولي بقوة..

عانقتها بالمقابل وانا اشعر بدموعها تبلل قميصي اكثر..
" انا اعتذر.." قلت بينما أضمها أكثر إليّ،ولكني شعرت برأسها يهتزّ في صدري..!
وبلطف قدر الإمكان حاولت التحرك الي داخل الغرفة،وحسنا هي ساعدتني قليلاً قبل ان ندخل الي غرفتها ونغلق الباب..

" لا تقلقي عزيزتي ميا..انا هنا معك..!!" قلت لها بلطف وانا احرك يدي علي ظهرها لتهدأ..وهو ما فعلته بالفعل بعد دقائق..

"أنا أشعر بالتعب نيرڤي..!!" قالت لي بصوت متهدج ويدها تمسح وجهها بعنف ولكنني منعتها بينما انظر الي عينيها الدامعة.
" لابد ان الحمل ثقيل عليك صغيرتي.. لذا لا تترددي ابداً في البكاء او الانتحاب او حتي الشكوي إذا تطلب الأمر..انا سأكون سعيدة بالإستماع إليك دائماً..! " قلت بمواساة وهي اومأت قبل ان تبتسم بشكل مائل في وجهي..
" شقيقي سيغضب مني لهذا علي الارجح-" قاطعتها قبل ان تكمل جملتها وقلت لها " لا تشغلي بالك به... سنتدبر طريقة للتحدث معه لاحقا.. أما الان فأخبريني..ما الذي يحدث معك؟؟!"

الرابطة الأبدية 'The Eternal Bond' حيث تعيش القصص. اكتشف الآن